نهاية مثيرة... نهاية صعبة... صعبة بكل المقاييس عشناها مساء أمس في قاعة رادس في الثواني الأخيرة من مباراة تونسفرنسا حفلت بمختلف أنواع التقلبات... انتصار للمنتخب الفرنسي ومثله للمنتخب التونسي لكن التعادل هو الذي حسم هذه المواجهة التي سيطر عليها الاندفاع البدني والحماس خصوصا من جانب المنتخب الوطني. البداية لم تكن مع ذلك سهلة للمنتخب التونسي فالسيناريو الذي اعده أفنديتش والمتمثل في اقحام بن عزيزة مكان أنور عياد في مركز الجناح لمباغتة الفرنسيين فشل بعد خروج بن عزيزة بالورقة الحمراء، منذ الدقائق الأولى للشوط الأول. الأسبقية كامل هذا الشوط كانت للفرنسيين 8/4 و10/5 و11/7 قبل أن يقلص منتخبنا الفارق تدريجيا عن طريق مادي وحمام والسبوعي إلى حدود هدفين لكن الفرنسيين سرعان ما عادوا ليسجلوا سلسلة من الاهداف وينهوا هذا الشوط لفائدتهم بفارق 4 أهداف (1511). **بعزيمة من حديد الشوط الثاني للقاء عرف استفاقة كلية لمنتخبنا الوطني الذي أصبح أكثر تركيزا واندفاعا في الدفاع مع استغلال مثالي للنقص العددي للمنافس احيانا وهو ما مكّن من تقليص الفارق الى حدود هدفين (1715) و(1917) و(2018) ثم التعديل في حدود الدقيقة 23 بواسطة وسام بوسنينة . المنتخب وتحت تشجيع الجماهير الخاصة في قاعة رادس تمكن من أخد الأسبقية لاول مرة في اللقاء عن طريق وسام حمام (2423) في الدقيقة (24) وعمّق الفارق الى هدفين (2523) لكن اخفاق هيكل مقنم في احدى التسديدات مكّن الكتيل من تسجيل الهدف 24. بقية الثواني عرفت تشويقا كبيرا فقد تمكن الفرنسيون من التعديل عن طريق فرنانديز (2626) وكانت الكرة في ال 12 ثانية الأخيرة عند منتخبنا فرصة تحقيق فوز تاريخي في المونديال على فرنسا ضاعت بطريقة غريبة. **الوزير يهنئ انتقل وزير الشباب والرياضة السيد عبد الله الكعبي في ختام المباراة الى حجرات ملابس منتخبنا الوطني ليشكر اللاعبين على آدائهم المتميز وروحهم الوطنية العالية، الوزير قال للاعبين: لقد انتصرتم وفي ذلك تأكيد واضح على الآداء قبل النتيجة التي تبقى ايجابية لمنتخبنا. **جاكسون يتحدث عن معركة شارع وصف جاكسون ريتشاردسون المباراة مع تونس بمعركة الشوارع وحمل طاقم التحكيم السويدي اخفاق المنتخب الفرنسي، لا ندري صراحة أي روح رياضية في هذا الكلام. **توزيع الأهداف * تونس: تاج (2) حمام (9) مادي (4) السبوعي (1) بوسنينة (5) مقنم (3) عياد (2). * فرنسا: فرنانديز (5) دينار (1) كارن داك (1) أنكتيل (7) جاكسون (3) يفو (6). **قالوا *أنكتيل لاعب المنتخب الفرنسي اصابة فرنانديز في آخر المباراة حرمتنا من عنصر هام كان قادرا على احداث الفارق... الحظ وتألق الحارس التونسي والضغط الجماهيري القوي عوامل ساهمت في عجزنا عن تحقيق الانتصار في هذه المباراة. عموما المواجهة مع تونس كانت قوية جدا على الصعيد البدني من البداية الى النهاية. نحن مرتاحون للمردود الذي قدمناه لكن التعثر أصبح ممنوعا في المحطتين المقبلتين. *كلود أونيستا (مدرب فرنسا) من الصعب جدا الصمود في هذا الصراع البدني الرهيب الذي عشناه أمام تونس والحضور الجماهيري الذي تدخل وأثر بشكل أو بآخر على مردودنا. في الشوط الأول نجحنا في خلق مشاكل كثيرة للمنتخب التونسي وأخذنا الفارق لصالحنا لكن الاخفاق الهجومي الذي عرفناه في الدقائق الأخيرة اضافة الى الحماس والاندفاع الكبير للاعبين التونسيين عناصر حكمت على المباراة بأن تنتهي بالتعادل. كل الاحتمالات أصبحت قائمة والغموض هو سيد الموقف. سنرى ما الذي يتعين فعله حتى لا نواجه سيناريو آخر غير ايجابي. *حسن أفنديتش (مدرب المنتخب الوطني) أعددنا سيناريوهين أو ثلاثة لمفاجأة المنتخب الفرنسي لكن حساباتنا سقطت في الماء بعد خروج بن عزيزة بورقة حمراء. العزيمة وحدها مكنتنا من العودة في النتيجة والمباراة عموما والحصول على التعادل الذي يبقى نتيجة ايجابية تحفظ حظوظنا في الترشح. خلال الشوط الثاني للمباراة لعبنا بطريقة أفضل ووضعنا المنافس في وضعيات صعبة جدا في الهجوم... أنا مرتاح للعطاء الذي قدمه اللاعبون والذي عكس حماسا واضحا واندفاعا لا مشروطا. *سليم الهدوي لاعب المنتخب التونسي الورقة الحمراء التي حصل عليها الصحبي بن عزيزة لم تكن وحدها ما عقّد مهمتنا أمس أمام فرنسا بل كثرة القصاءات بدقيقتين والتي فرضت علينا اللعب بحذر في الدفاع خصوصا خلال الشوط الأول في الشوط الثاني لعبنا بادنفاع أكبر وضغطنا على الفرنسيين وهو ما أفرز ارتباكا واضحا في صفوفهم وتمكنا من استغلاله للتعديل والعودة في المبار اة كنا قادرين على الانتصار لكن نتيجة التعادل ترضينا.