أكد ناتان شارانسكي وهو منشق سوفياتي شغل منصبي وزير الداخلية والهجرة في اسرائيل تأثيره الشديد على شخصية الرئيس الأميركي جورج بوش، وقال انه منشق يؤمن بالفكرة التي يعتنقها ويمضي قدماً في تنفيذها غير مبال باهتمام الآخرين، داعياً إياه إلى تجاهل المشككين والمضي في طريقه لتغيير العالم. ويحس الوزير الاسرائيلي السابق الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف بالنشوة لكون الرئيس الأميركي واحداً من قلة في العالم تؤمن بأفكاره، ويقول يؤسفني أن قلة تؤمن بهذه الأفكار ولكن من الجميل ان أحدهم جورج بوش. ويضيف: أبلغت إلى بوش انه منشق حقيقي، فالساسة ينظرون الى استطلاعات الرأي لمعرفة ما يحظى به من شعبية وما هو مرفوض، أما هو فيمضي في تنفيذ أفكاره وإن عارضها كثيرون. وشارانسكي منشق روسي ولد في أوكرانيا وتخصص في الرياضيات وعمل مساعداً لفلاديمير زخاروف المنشق الروسي الذي احتضنه الغرب. وفي السبعينات أدانته السلطات الروسية بالتجسس والخيانة ثم افرج عنه عام 1986 ضمن عملية تبادل سجناء مع موسكو بعد أن أصبح رمزاً لليهود الروس الذين يتطلعون إلى الفكاك من قبضة الدولة السوفياتية، وبعد اطلاقه هاجر إلى اسرائيل واستقبل هناك كبطل شعبي، ثم أسس حزباً وانضم إلى حكومة بنيامين نتانياهو اليمينية المتطرفة. ويعترف شارانسكي بأن الكثيرين يشككون في قواه العقلية، لكنه شعر بسعادة بالغة حينما سمع خطاب بوش في الاحتفال بتنصيبه يوم 20 جانفي الماضي، حيث احس ان بوش استعارها من صفحات كتابه الأخير قضية الديمقراطية، فبوش ليس أكاديمياً وإنما زعيم «العالم الحر» الذي سيقوم بتنفيذها على حد قوله. وهذا الكتاب الذي ألفه شارانسكي نال اهتماماً بالغاً من بوش لدرجة انه أهدى نسخة منه لكوندوليزا رايس وزيرة الخارجية، ونسخة لتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني، ويعتبر شارانسكي ان بوش يواجه مهمة شاقة في اعادة تشكيل الواقع السياسي في العالم.