عبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمس عن صدمته من نتائج التحقيق حول برنامج النفط مقابل الغذاء التي أثبتت وجود خروقات كبيرة لهذا البرنامج. كان أحرى بالسيد عنان أن يعبّر عن صدمته من هول المجازر التي ترتكب في العراق وفلسطين. كان أولى به أن يعبّر عن صدمته حين أقرّ هذا البرنامج أصلا، حين كانت الأممالمتحدة تقتطع ملايين الدولارات من عائدات النفط العراقي لحسابها وحساب مفتشيها وهي تدرك ان تلك المخصصات تقتطع من أفواه العراقيين. كان أحرى بالسيد عنان الذي استفاق مؤخرا على هول الكوارث في العراق واعتبار الحرب غير شرعية، أن يعبر عن صدمته من عجز المنظمة التي يرأسها عن منع الكوارث وتقتيل الأبرياء. كثرت صدمات السيد عنان ولسنا ندري متى سيستفيق من صدماته. قيل انه مصدوم بهول المجازر المزعومة في دارفور، وقيل انه مصدوم من نتائج التحقيق حول برنامج النفط مقابل الغذاء، وقيل إنه مصدوم من الوجود السوري في لبنان، وقيل أيضا انه مصدوم لهول ما خلفه زلزال «تسونامي» في شرق وجنوب شرق آسيا.. لكنه لم يصدم بهول المجازر في العراق وفي فلسطين مع انها ترتكب بأياد بشرية وليست كوارث طبيعية. أن يعبّر السيد عنان عن صدمته أو لا يعبر فلن تغير صدماته في الأمر شيئا، فالذبح واللصوصية مستمران على مسمع ومرأى من منظمته التي تمثل إن صحّت الأقاويل المجتمع الدولي.