سجلت مساء أمس الاول في تمام الساعة التاسعة ليلا وخمس دقائق رجة أرضية بقوة 4,8 درجة من سلم «ريشتر» مركزها جنوب شرق مدينة بوفيشة. وتبعت هذه الرجة رجة ثانية سجلتها مصلحة رصد الزلازل بالمعهد الوطني للرصد الجوي بقوة 4,9 درجة من سلم «ريشتر» كان مركزها شرق مدينة قربة. وعلمت «الشروق» ان الكثير من متساكني مناطق الوطني القبلي وزغوان وصوّاف والناظور والأحياء الجنوبية للعاصمة شعروا بهذه الرجات الارضية وذلك حسب الاتصالات الهاتفية معهم كما شعر بالرجة الارضية بعض متساكني جهة المنستير. وتقول المصادر ان الرجات الارضية كانت في البحر وهو ما جعل أخطارها تنعدم مقارنة اذا ما سجلت في الارض. وللوقوف على الحقيقة العلمية لهذه الرجات الزلزالية تولت «الشروق» الاتصال بالأستاذ «جميل الحجري» أستاذ «الجيومورفولوجيا» والجغرافيا الفيزيائية بالجامعة التونسية الذي أكد ان الرجات المسجلة هي رجات عادية وان تونس في مأمن من الزلازل عكس بعض البلدان المجاورة لها وان التاريخ الجيولوجي لتونس لم يسجل زلازل كبيرة على غرار ما سجل في بلدان أخرى. ويقول الاستاذ «الحجري» أنه لفهم الحقيقة العلمية للزلازل لابد من فهم ما يعرف بنظرية الأطباق العائمة او نظرية الصفائح ذلك ان القارات عبارة عن أطباق عائمة فوق مادة لزجة هي «الماما» وهي عبارة عن صخور منصهرة. وأضاف ان احتمال الاصطدام بين هذه الصفائح يبقى قائما دائما وهو ما ينتج عن الرجات الأرضية والزلازل. وقال ان الزلازل والرجات الارضية عادة ما تقع على أطراف القارات وأطراف المحيطات وبالتالي أطراف «الصفيحة». وأضاف ان تونس تبقى بعيدة عما يعرف بحزام «النار» اي حزام البراكين والذي يصلنا الآن هو الموجات الارتدادية فقط. وكانت تونس قد عرفت في العام الماضي رجة أرضية بقوة 3,5 درجة من سلم «ريشتر» الذي يضم تسع درجات وكان مركزها منطقة باردو وشعر بها حينها الكثير من سكان العاصمة وأحيائها. وتقول المصادر ان الرجات الارضية تسجل دائما لكن دون ان يشعر بها المتساكنون والمواطنون. وتضيف المصادر ان سكان الطوابق العليا هم دائما الاكثر عرضة للشعور بالرجات الارضية عند حدوثها. وقد نتجت عن الرجتين الارضيتين رجات ارتدادية عديدة لم يشعر بها السكان لكن مصالح رصد الزلازل تولت تسجيلها.