لم يتوفر لأي بلد عربي ما يتوفر في تونس من ملتقيات تعنى بالأدب شعرا وقصة ورواية ونقدا. واذا حاولنا حصر هذه الملتقيات بإحصائها فان عددها قد يستعصي على الحصر، فلا تخلو مدينة تقريبا من ملتقى في اختصاص أدبي محدد ويكفي أن نذكر ملتقى الشعر الحديث ببنزرت، مهرجان الشعر الحديث بتوزر، ملتقى البشير خريف للقصة بنفطة، ملتقى القصة القصيرة بقفصة، ملتقى الأدباء العصاميين بسوسة، ملتقى قصيدة النثر بأكودة، وعدد آخر لملتقيات الأدباء الشبان بالزهور وقليبية وسيدي علوان... هذه الملتقيات تمثل مجالا حقيقيا للحوار الأدبي والنقاش المثمر لكن للأسف الشديد لم يحتفظ أي ملتقى من هذه الملتقيات بدون استثناء بذاكرته من خلال طبع أعماله وهو ما يتيح الفرصة لبعض المشاركين في هذه الملتقيات بالتجوّل بمداخلة واحدة من ملتقى الى آخر طالما أنه لا أحد سيحاسبه أو سيحاججه! والمطلوب من المندوبيات الثقافية التي تدعم هذه الملتقيات اجبار المشرفين عليها بطبع أعمال كل دورة وأن يكون ذلك مرتبطا بدعم الدورة الموالية أي أن كتاب كل دورة يجب ان يكون مطبوعا قبل انطلاق الدورة الموالية. وهكذا تربح المكتبة التونسية عناوين جديدة وتحتفظ الملتقيات بذاكرتها.