بقلم: محمد علي الجامعي (مدنين) لما أقدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية على غزو العراق بشن حرب سخرت لها كل امكانياتها المادية، والبشرية، وهيأت لها في داخل العراق وخارجه على امتداد أكثر من اثني عشرة سنة طيلة الحصار، وقبله، مستعملة ذريعة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، وهي تعرف أنه لا وجود لها اطلاقا، تعرف ذلك بواسطة الجواسيس المفتشين، وغير المفتشين، وأيضا بواسطة الجواسيس العرب، والمسلمين، لا يخفى عليها من أمر العراق شيء. أقدمت على الغزو دون اكتساب حق شرعي يخولها شن هذه الحرب، الا قانون الغاب الذي يبدو من خلال ذلك أن القرن ال21 سيكون بدون قانون، وان السيادة ستكون لقانون الغاب، وستجر أمريكا العالم إلى الفوضى، وزيادة الدمار، والخراب، أقدمت أمريكا، أو بالاحرى أقدم الرئيس بوش على حرب مدمرة في العراق أتت على اليابس والأخضر، استعمل فيها كل الأسلحة المتطورة، ولم يحرك العالم ساكنا. أطيح بالنظام السابق، واعتقلت وقتلت جل العناصر البارزة فيه، وانتهكت الحرمات وخربت المعالم الدينية، والأثرية، وقضي على حضارة سبعة آلاف سنة برمتها وكانت الأهداف لهذه الحرب كثيرة، أهمها الاطاحة بالنظام السابق، كترضية لاسرائيل، وتقسيم العراق، وابتزاز الثروة البترولية، وتركيز دولة عميلة، تحت عنوان الحرية والديمقراطية، وهو ما فكرت فيه بسرعة بعد الحرب ولم تقرأ حسابا للمقاومة التي أفسدت جل مخططاتها، واهدافها. قرر بوش تسليم السلطة إلى عراقيين شكلا لا مضمونا، وبدأت المسرحية، والسيناريو. مسرحيات تسليم السلطة، واحكام الاحتلال، وبدأ التقاتل والموت في العراقيين من العراقيين، ومن الأمريكيين وبدأت المأساة، ولا يعلم إلا اللّه كيف ستؤول الأمور في المرحلة القادمة بعد الانتخابات، التي وصفها الرئيس العراقي الشرعي الأسير، صدام حسين بالمضحكة، واعتبرتها الكثير من الدول بالايجابية واعتبرها شخصيا بالمؤلمة. ذلك ان العراق سيدخل مرحلة خطيرة أكثر مما هو فيها الآن، لأن أمريكا لن تنسحب ولأن القائمة التي ستفرزها الانتخابات لن تستطيع التحكم في الوضع الذي خلقه الاحتلال، وتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات وارد، وهذه الدويلات ستعيش جنبا إلى جنب مع أمريكا الشرق أوسطية في العراق، وخارج العراق داخل الخليج العربي في انتظار السيطرة على الخليج الفارسي، وبحر قزوين. وفي كل الحالات، فبوش انتصر في جل مراحل المعركة، الا على المقاومة العراقية الشجاعة.