لم يكن يوم الاثنين 27 جانفي 2005 يوما عاديا بالنسبة لتلاميذ السنة الخامسة ب من مدرسة شارع الحبيب بورقيبة بقابس، إذ كان ذلك اليوم نقطة الانطلاق لمشروع قسم تم الاعداد له مع المربية السيدة سلمى بن عبدو ومدير المدرسة السيد طارق الجريدي وكافة تلاميذ الفصل وقد تم الاستعداد لهذا المشروع تحت شعار «يوم بحي» والذي يتمثل في خروج التلاميذ رفقة معلمتهم إلى حي يقع عليه الاختيار وذلك قصد تنظيفه قدر المستطاع وتجميله وتوعية المارة والمتساكنين بقيمة الحفاظ على البيئة والتعايش مع محيط نظيف وجميل. وفي اليوم المحدد كان كل تلاميذ القسم في الموعد وعلى أتم الاستعداد قلبا وقالبا إيمانا منهم بجدوى العمل الذي هم مقدمون عليه وببراءة الأطفال وعفويتهم الطبيعية قدم كل واحد منهم متسلحا بأداة تنظيف كمكنسة أو حاوية أو رافعة فضلات الخ. ووسط استغراب المارة واعجابهم في الآن نفسه ابتدأ مشروع يوم بحي الذي تناول بالعناية شارع الحبيب بورقيبة الذي هو شارع المدرسة أيضا وقد قامت المعلمة بتقسيم الفصل إلى مجموعات ثم توزيع الأدوار والأدوات على كل فريق منهم. وانطلقت العملية بالتقاط الحجارة والأوساخ الكبيرة، ثم كنس الأتربة المتكدسة وتنظيف الرصيف من أوراق الأشجار المتناثرة، كما تم الاعتناء بأشجار النخيل التي ترمز إلى واحات قابس وذلك بقص الأغصان اليابسة مما أضفى على النخلة المزيد من الجمالية والبهاء، كما قام التلاميذ بسقي الأشجار وتنظيف الأحواض الخاصة بها من الأوساخ التي يتعمد بعضهم وضعها غير مدرك انه قد يسيء إلى الشجرة ويمنع نموها. وتواصلت حملة العناية بالبيئة التي شنها أبطال السنة الخامسة ب من مدرسة الحبيب بورقيبة بحمل جملة الفضلات إلى الحاويات القريبة ورش الأرصفة بالماء النظيف وإلصاق بعض اللافتات التحسيسية لتذكير الجميع بضرورة الحفاظ على البيئة وبأهمية التعايش مع محيط سليم وجميل. درس إذن يعلمه الصغار للكبار وفي نفس الوقت يكتسبون انطلاقا من هذا العمل التطوعي مبادئ وقيما لا تنسى خاصة وأن أطفال اليوم هم رجال الغد وان الغد سيكون حتما أجمل مع أزهار تؤمن بأن النظافة من الايمان.