«بنزرت نظيفة»،شعار مختصر لكنه معبر ويحمل بين طياته دلالات عميقة ومغزى كبير وهو ان لبنزرت على اهلها حق المحافظة عليها من كل الادران والشوائب وحق المساهمة في اعادة البهجة لها والمفقودة منها منذ فترة ليست بالقصيرة ،وتجميلها من جديد حتى تعود بالفعل «عروس الشمال» ومدينة الحدائق الغناء لا الحدائق «الجرداء» مثلما هي الان في الكثير من المواقع. شعار ظريف وطريف بمعنى البساطة الغنية اجتمع من اجله اكثر من 23 جمعية، معظمها فتية ووليدة الثورة ،فكان الانجاز في حجم الاهداف والمعاني والنتائج في حجم النشاط الذي بالفعل مثل الاستثناء الجميل في الجهة خلال نهاية عطلة الاسبوع المنقضي ،والتي حولتها ايادي الصغار والكبار ،من الجنسين ومن كل المشارب والاطياف الى حديقة مفتوحة للعمل التطوعي الخيري والذي يراد منه منفعة البلد لا اشياء اخرى فكان التفاعل التلقائي من كل الناس تقريبا بالمدينة وشاهدت وقفة تضامنية وتعبئة فعلية حول هدف وحيد وسام هو رفع اقصى ما يمكن عن بنزرت الجمال كل الشوائب والاوساخ التي علقت بها بسبب «الحنة ورطابة اليدين»،..فعلى مدى يومين اجتهدت تلك الجمعيات بابنائها والمتفاعلين معها من اهل الدار والمارة والباعة وعموم المواطنين في الاشارة لمكامن الخطر البيئي الذي يهدد المدينة ومصادر التلوث المنتشرة هنا وهناك في اطار حملة تحسيسية وزعت خلالها المطويات الداعية لتعزيز نظافة الجهة وحمايتها من كل الادران والاوساخ وذلك بطريقة ذكية وموجهة تنم عن دراية ودراسة عملية وعلمية لاطراف التنظيم للجمهور المستهدف وحثه على الاقبال على مثل هذه المبادرة المجتمعية النبيلة ،من خلال حفلات غنائية ومساحات تنشيطية في ساحة 13 جانفي وحديقة سيدي سالم وايضا ورشات ترفيهية للاطفال والشباب ،قبل الانطلاق العملي في حملة النظافة التي شملت تقريبا كل الطرقات الرئيسية والفرعية بالمدينة والساحات الكبرى والحدائق سواء بالمرسى القديم او شارع الحبيب بورقيبة او شاطئ سيدي سالم او حديقة الحبيب بوقطفة او مفترق الساعة او حي النخلة وحي الواحة او مفترق زروق الى الناظور وغيرها من المواقع والاماكن التي شملتها ايادي المشاركين بالتنظيف والتهيئة العامة كدهن الواجهات والارصفة والمفترقات ورفع الفضلات وتركيز الحاويات وغسل الارصفة ودهن اعناق الاشجار وقلع الاعشاب الطفيلية وغربلة الرمال ورفع الفواضل من سطح الماء وغيرها من الانشطة التي شهدت حضورا ومشاركة لوالي بنزرت السيد نبيل نصيري هذه المرة لا للاشراف مثلما كان السادة الولاة يفعلون دائما ولكن بصفته مواطنا من اهل الدار.