رغم تكاثر عدد ورشات إصلاح السيارات فإن مثل هذه الورشات لا تكف يوميا على استقطاب الكثير من السيارات المعطبة. وما يهمنا هنا معرفة ما هي أكثر أنواع أعطاب السيارات تداولا؟ وهل صحيح أن هذه الاعطاب ترتبط ارتباطا وثيقا بحالة الطرقات؟ الاجابة عن أسئلة كهذه تأتي على لسان أصحاب ورشات الاصلاح فالسيد عبد القادر قميحة له خبرة أكثر من 32 سنة في هذا القطاع يعتبر أن أكثر حالات الاعطاب المنتشرة تطال ممتص الصدمات (أمورتيسار) التي تؤثر على حالة الاطواق المطاطية التي لها علاقة وثيقة بتوازن السيارة واستقرارها على الطريق، وحالة الصدمات هذه ترتبط ارتباطا وثيقا بحالة الطرقات وبالبنية الاساسية بصفة عامة. وفي عصر السيارة الالكترونية يضيف هذا الفني تم فيها تعويض قطع ميكانيكية تقليدية بأخرى بلاستيكية قابلة للعطب والاتلاف بسرعة وتتطلب التغيير والصيانة بصفة متواصلة قصد استعمالها مدة أطول... وفي الحقيقة إهمال الصيانة يسبب تكرار الاعطاب ويحمل صاحب السيارة تكاليف باهظة وخسائر مادية تصل في بعض الاحيان الى ميليونين (ألفي دينار) خاصة إذا كان العطب طال المحرك. بالاضافة الى حالة الطرقات وإهمال الصيانة تبرز مشكلة أخرى ترهق السيارة فالاكتظاظ على مستوى الطرقات واختناق حركة المرور تضر محوّل السرعة». ** تقشف أحد أصحاب الورشات الاخرى، السيد عبد العزيز دمق ينتقد بدوره حالة الطرقات ويحملها مسؤولية الاعطاب التي تحدث لكنه في نفس الوقت يلقي باللوم على إهمال التونسي يقول: «من غير المعقول أن يدفع البعض الغالي والنفيس من أجل شراء وامتلاك سيارة لكن يهملها فيما بعد ولا يكترث بصيانتها، أسوأ من هذا ان بين هؤلاء قد يمر بظروف مادية صعبة فيضطر الى التقشف فعوض أن يزوّد السيارة بما قيمته 10 دنانير من البنزين مثلا يكتفي بملئها بقيمة دينارين وهذا الاسلوب في التقشف يخلّف حرق المضخة الالكترونية. الوقود المغشوش الذي يباع هنا وهناك يضر بدوره المفحم Carburateur لانه يحوي نسبة غير قليلة من الاوساخ. إضافة الى الاعطاب الميكانيكية تبرز أعطاب أخرى ذات صلة بالكهرباء. السيد خالد شريف صاحب محل إصلاح كهرباء السيارات يعتبر أن تعرض السيارة للماء نتيجة الامطار قد يضر مزوّد الكهرباء المخزّنة داخل البطاريات (Plaque Electrique) وتعطب هذا المزوّد تبطل وظيفة المحرك فهو يعتبر روح السيارة بلغة الميكانيكيين. أعطاب أخرى مثل الاعطاب التي تمنح توزيع الكهرباء على الشماعات وميزة مثل هذه الاعطاب الكهربائية أنها لا تظهر أي لا يتفطن لها صاحب السيارة إلا بعد سير مسافة محددة وفي العادة يكلف هذا العطب صاحبه مبلغ 40 دينارا». في الاخير يؤكد جميع الفنيين والمختصين في إصلاح السيارات على أهمية الصيانة وأهمية الاستخدام السليم للسيارة فهي وحدها التي تطيل عمر المحرك وتقي من الاستهلاك المفرط للوقود كما أنها قادرة على التقليص في عدد الحوادث القاتلة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بحالة أسطول السيارات.