هل يكسب النجم كأس الكؤوس الافريقية للمرة الثانية في تاريخه وهل يضيف عمار السويح لفريق جوهرة الساحل لقبا قاربا آخر وينسج على منوال زميله السابق لطفي البنزرتي. وهل يتدعم سجل تونس بتتويج افريقي اضافي على مستوى الأندية؟ كل هذه التساؤلات شرع الرأي العام ارياضي في طرحها باستمرار اثر مباراة الذهاب التي انهزم فيها ممثل كرة القدم التونسية بثنائية نظيفة في ملعب أبويوكوتا.. صحيح ان النجم أضاع فرصة العودة بنتيجة أفضل لكن ظروفا و»عكسيات» حالت دون ذلك. ودون الاستمرار في نبش أطوار مباراة الذهاب فإن عنصرا واحدا وهاما يجعلنا نؤمن بأن النجم يمكنه التدارك والتسجيل بالملعب الأولمبي بسوسة يتمثل في كون كل لاعبيه قادرون على ذلك وهذه نقطة تميز فريق جوهرة الساحل عن غيره من النوادي الافريقية والأدوار الماضية تؤكد ذلك وهذا العامل سيكون له بالتأكيد تأثير مباشر في ترجيح كفة ممثلنا في مباراة هذا السبت. الهدف واضح وهذا هام جدا خلافا لمباراة نيجيريا فإن مواجهة هذا السبت تحتم على النجم تدارك هدفي الذهاب في مرحلة أولى وفي مساحة زمنية لا يجب أن تتعدى الشوط الأول من المقابلة وهذا الأمر هام جدا بالنسبة لنفسية اللاعبين. فهم سينزلون إلى الميدان مدركين الهدف المنشود دون اندفاع مفرط نحو الهجوم وترك الثغرات والمساحات في الدفاع ودون التسرع في التسجيل من البداية ولو أن احراز هدف في وقت مبكر من شأنه أن يمهد الطريق المؤدية إلى النجاح المؤمل. مهمة الدفاع أساسية وفي هذا الاطار وأمام وضوح الرؤية في خصوص النتيجة التي تضمن للنجم التاج الافريقي فإن أدق وأهم مهمة تخص خط الدفاع. فهو مطالب بالمحافظة على عذارة شباكه وهذه لعمري النقطة الأساسية التي ستمهد طريق التدارك.. عدم قبول هدف هي غاية كلا الفريقين وهي النقطة التي سيؤكد عليها عمار السويح قبل التطرق إلى الأمور الهجومية ومن حسن حظ الاطار الفني للنجم أن تشكيلته ستسجل عودة اللاعب أوبياكور وهو عامل ايجابي يجب استغلاله على الوجه الأكمل لتفكيك دفاع جوليوس برغر. النجاح يمر عبر وسط الميدان قد يقول البعض ان هذه الكليشيات أكل عليها الدهر وشرب وأن هذا الكلام أصبح كلاسيكيا لكن الأعين في مباراة السبت القادم وحسب المؤشرات المتولدة عن نتيجة مباراة الذهاب والامكانات الواضحة الممهدة للتدارك ولتتويج كل فريق فإن النجاح يمر عبر منطقة وسط الميدان.. فهو الذي يشكل الجدار الأول على مستوى التغطية الدفاعية وعملية افتكاك الكرة لتفادي الخطر المباشر على خط الدفاع وحارس المرمى.. وهو الذي سيشكل نقطة انطلاق المحاولات الهجومية وممول الخط الأمامي بالكرات الممتازة ونعني بالممتازة الدقيقة أولا حتى يتفادى المهاجم المجهودات البدنية الاضافية وهي مجهودات تقلل من نسبة نجاحه على مستوى النجاعة.. إذن هذه المهمة المزدوجة لخط الوسط تجعل النجاح من جانب المسيطرعلى هذه المنطقة وأكيد إذا دارت آلة النجم على النحو المطلوب على هذا المستوى فإن الانتصار والتتويج لن يفلت من ممثل كرة القدم التونسية. ولعمار السويح دور هذا النجاح ليس رهين استعدادات اللاعبين فحسب بل هو أساسا رهين اختيارات المدرب عمار السويح والتعويل على العناصر الأكثر استعدادا يدركون ما هو مطلوب منهم على هذا المستوى دفاعا وهجوما وكذلك من حيث النسق.. فالمجموعة المتوفرة قادرة على تقديم تشكيلة متوازنة الخطوط شريطة اعتماد الواقعية وتجنب الاجتهاد الخاطئ الذي غالبا ما كلف الفريق غاليا. العامل النفساني أساسي الاشكالية الوحيدة التي قد تعترض النجم في مباراة هذا السبت تتعلق بالمسألة النفسانية وكيفية التعامل مع متطلبات المباراة.. ونجاح النجم يتعلق أساسا بهذا العنصر لأنه لم يتم الاعداد النفساني للاعبين على النحو المطلوب فإنهم بالتأكيد سيقدمون المستوى المنتظر منهم أداء ونجاعة.. وهذا العامل من مشمولات الاطار المسير والطاقم الفني وكذلك اللاعبين أنفسهم بما أنهم مدعوون إلى استيعاب النصائح والتعليمات حتى يجد المدرب والمسير الأرضية الملائمة لانجاح دوره صحيح أن الرهان الموكول للمباراة هام جدا لكن الطريق المؤدية إلى التتويج هي نفسها: فهذه مباراة كرة قدم ضد منافس معين يتمتع بخصائص معينة ويعرف عنه المدرب عمار السويح كل شيء تقريبا إذن ينطلق العمل بضبط الخطة الكفيلة بضمان الهدف المنشود من هذه المواجهة حسب امكانات اللاعبين وحسب نقاط قوة وضعف جوليوس برغر خاصة وأن زملاء زبير بية تجاوزوا مباراة الذهاب بحرارتها وأجوائها الصاخبة وأصبح تفكيرهم منصبا على لقاء الاياب. درس الافريقي والترجي في البال صحيح ان الجماهير التي ستتحول إلى الملعب الأولمبي بسوسة امالها معلقة ومرتبطة باللاعب الذي نجح في مناسبات سابقة لأن الفريق له من المؤهلات ما يسمح له بالتحدي وكسب الرهان مجددا شريطة أن يستوعب الدرس من حالات مشابهة حصلت بالأمس القريب لكل من النادي الافريقي في كأس الاتحاد الافريقي والترجي الرياضي في رابطة الأبطال من خلال تجنب الأخطاء التي كلفتهما الاقصاء.