المستقبل رهن يدينا... هذه تقريبا رسالة الجزء الثالث من فيلم «تارميناتور» الذي انطلق عرضه في أمريكا خلال شهر جويلية الماضي، أي بعد ثلاثة أشهر، من شن العدوان الامريكي البريطاني على العراق... «تارميناتور III» أو «تارميناتور ثورة الآلات» وصل الى تونس حديثا وبدأ يعرض منذ أيام في القاعات التجارية. ويقوم بدور البطولة في الفيلم، كما في الجزأين الاول والثاني، النجم الامريكي أرنولد شوارزنغير أشهر مساندي الرئيس بوش في حربه على العراق، وحاكم ولاية كاليفورنيا، ومرشح المحافظين للانتخابات الرئاسية الامريكية القادمة... * العودة من المستقبل وفي الجزء الثالث يواصل «تارميناتور» الرجل «السيبارنيتيكي» تصديه للمعتدين بالعودة من المستقبل لاعادة رسم تاريخ البشرية وانقاذها من «القيامة النووية»... وكما في الجزأين الاول والثاني، تبدأ الاحداث منالمستقبل، وتحديدا من سنة 2033 حيث يعود «تارميناتور» لانقاذ «جون كونور» من «T.X»، الحسناء الآلية أو «السيبارنيتيكية» (آلة بملامح آمية) المبرمجة ضمن شبكة «سكاي نات» للقضاء على الشاب الامريكي منقذ البشرية... * إعادة رسم تاريخ البشرية ويرسم الشريط محور «الخير والانقاذ» المتمثل في الشباب الامريكي الذي سيأخذ المشعل فيما بعد لقيادة العالم... وفي الشريط، إشارة واضحة الى الرغبة باستعادة «تارميناتور» من المستقبل لبناء الحاضر. وفي أحد المشاهد تخاطب تارميناتور الشاب الامريكي جون كونور: «المستقبل رهن يدينا»... وهكذا تتجلى الصورة واضحة... وفي الشريط كذلك، إشارة واضحة الى حتمية تعرض البشرية الى إبادة بالاسلحة النووية التي تصنعها البشرية ذاتها... وفي هذه الحالة، لابد من انقاذ «الجنس الامريكي» فقط، وهو ما يدعو اليه الشريط، إذ تكتمل الاحداث بزوال الحياة من على الكرة الارضية، ونجاة جون كونور وحبيبته الامريكيين فقط... *عنصرية ورغم نجاح الجزء الثالث من تارميناتور في توفير الفرجة بكل جوانبها، وخصوصا على مستوى المؤثرات الخاصة، تبقى رسالته عنصرية وشوفينية، خصوصا وأن ظهور الشريط جاء مباشرة بعد اجتياح القوات الامريكية والبريطانية للعراق وامتناع كل الشعوب في العالم تقريبا عن مساندة الامريكيين في الحرب... ويكفي أن أرنولد شوارزنغير لم يتردد لحظة واحدة في مساندة الرئيس بوش في هذه الحرب، وصرح علنا في مهرجان كان أنه مستبعد للذهاب الى العراق والمحاربة الى جانب القوات الامريكية... وربما يدخل الشريط في إطار الحملة الدعائية التي قامت بها أمريكا لتشريع حربها على العراق، وإبراز أن هناك أعداء يتربصون بالامن القومي الامريكي... وهؤلاء هم العراقيون!