مساء الاحد الماضي لم يكن عاديا بمدينة المنستير، فما ان اعلن الحكم عواز الطرابلسي عن نهاية لقاء الاتحاد والترجي بانتصار زملاء محمد الجديدي حتى تحولت عاصمة الرباط الى طوفان من الفرح حيث خرج الاحباء الذين تابعوا اطوار المباراة عبر شاشة التلفزة الى الشوارع معبّرين عن فرحتهم الكبرى بهذا الانتصار الهام والذي افردهم بتصدر الطليعة قبل ان تلتحق بهم الجماهير الغفيرة العائدة من سوسة ليكون الالتحام وتعليق الرايات الكبرى فوق أهم المباني وليسهر الجميع الى ساعة متأخرة من الليل. ولئن نامت المنستير ليلتها على الفرح فإن الألسن لم تسكت عن الكلام المباح ممنية النفس بتجدد الافراح وتعدد الليالي الملاح. يبدو ان اللاعب زياد خليفة شهر الداموسي غير محظوظ بالمرة، فبعد ان وقعت تجربته من قبل المدرب لطفي البنزرتي على الرواق الايمن للدفاع ونجح في اول اختبار امام النادي الافريقي ثم لاحت مؤشرات النجاح في ربع الساعة الاولى من المباراة يتعرض هذا اللاعب الى اصابة بكتفه مما سيجبره على الركون الى الراحة لفترة لا تقل عن الاسبوعين. غياب عاشور بالاضافة الى غياب زياد خليفة ستكون تركيبة الاتحاديين محرومة من خدمات اللاعب طارق عاشور الذي سوف لن يتمكن من المشاركة في لقاء الجولة القادمة امام نادي حمام الانف بحكم العقوبة المسلطة عليه ومدتها مقابلة واحدة نظير حصوله على الانذر الثاني في لقاء الاتحاد والترجي. لنصاري وبلحاج يوسف جاهزان من حسن حظ الاتحاد المنستيري انه في الوقت الذي اصبح فيه الفريق هدف بقية الفرق للاطاحة به يتعافى اغلب اللاعبين ويعود المعاقبون وفي هذا الاطار سجلت المجموعة عودة جوكير الفريق اللاعب وليد لنصاري وسامي بلحاج يوسف اللاعب الشاب الواعد والذي نرجو ان تبتعد عنه لعنة الاصابات المتلاحقة. الصفاقسي بامتياز الخماسية المفاجئة التي قبلها الحارس الممتاز احمد الجواشي في لقاء الاجوار رسخت لدى الاطار الفني للاتحاد قناعة بأن الجواشي يمرّ بفترة فراغ تستوجب الركون الى الراحة في انتظار استعادته لإمكاناته البدنية والفنية. وكان الاختيار على الحارس محمد الصفاقسي الذي شاء حظه ان يواجه اصعب اختبار حيث واجه النادي الافريقي والترجي الرياضي فأبلى البلاء الحسن اذ حافظ على عذارة شباكه وخرج من الامتحان الاول بامتياز. الصعود الى جبل بوقرنين الاكيد ان الوجه الذي ظهر به الاتحاد والذي اهله لاحتلال المرتبة الاولى الى حدود الجولة الثامنة من مرحلة الذهاب سيكون له خير حافز لمواصلة المشوار بكل ثبات. وبعد تخطي عقبة باب سويقة بسلام يتحتم علىه صعود جبل بوقرنين والعودة من قمته بنقاط الفوز قبل ان يصبح مجددا مطالبا باجتياز آخر عقبتين: الملعب التونسي والنادي الصفاقسي وذلك قبل ان يشرع في الايمان بالحصول على بطولة الخريف ولو ان زحف المرساويين قادم في صمت في ظل تراجع الكبار..