هل كانت الهجرة الى مصر خطأ قاتلا بالنسبة للمطربات التونسيات؟ هذا السؤال بدأ يتردد بإلحاح بعد مصرع ذكرى محمد نهاية الاسبوع الماضي وبدأت كواليس الساحة الفنية تفتح ملفات المطربات التونسيات اللاتي اخترن الاستقرار في القاهرة ولم يحققن ا نجاح يذكر بعد مضي سنوات من استقرارهن. فاذا كانت ذكرى لقيت هذا المصير الفاجع فإن مسيرة لطيفة بعدحوالي عشرين عاما من ااستقرار في مصر مازالت محفوفة بالصعوبات والعراقيل فهي «تحارب» من اجل إثبات وجودها ولا يمرّ اسبوع تقريبا دون ان تقرأ اشاعة عنها في الصحف وخاصة في مستوى علاقاتها العاطفية مع بعض الأثرياء العرب بل ذهبت بعض الاشاعات الى حد التأكيد على ان الوعكة الصحية التي دفعتها للإقامة في مصحة بباريس لم تكن في الحقيقة الا نتيجة اعتداء بالعنف الشديد في إطار تصفيات عاطفية بعد صدور اغنيتها «سبني فحالي يا غدّار». واذا استثنينا لطيفة وذكرى التي قتلت في جريمة شنيعة ومؤلمة فإن ما تبقى من المطربات التونسيات لم يحققن مجدا يذكر. سوار عبد الناظر خفت صوتها بعد اعلان زواجها من الشرنوبي وآسيا العقربي عاشت ازمات كبيرة ولم تحقق اي نجاح فني يذكر كذلك حال سهام قريرة... فهذه الاسماء الثلاثة تعيش على هامش الحياة الفنية في مصر ولم يحققن اي نجاح يمكن ذكره. اختيار صائب في مواجهة هذا الاختيار الفاشل فضّل بعض المطربين التنقل الى مصر لتقديم حلقات فنية وجلسات عمل فقط مثل لطفي بوشناق الذي اقتنع بعد سنوات من الاقامة في مصر ان العودة الى تونس افضل وكذلك صابر الرباعي ونوال غشام وصوفية صادق وأمينة فاخت. فكل هؤلاء انتشروا في العالم العربي بدرجات متفاوتة وانطلاقا من تونس ولم يفكّروا في الاستقرار في مصر... واثبت هذا الاختيار ايجابيته اذ ان من لم ينجح في تونس لا يستطيع ان ينجح خارجها.