الحملة التي تعرضت لها هند صبري بسبب ما صرحت به وما قالته من آراء عن نادية الجندي وبعض نجمات السينما المصرية أعاد الى الاذهان معاناة المطربات التونسيات في الوسط الفني المصري. فهند صبري لم تكن أول فنانة تونسية يتعامل معها الوسط الفني والاعلامي المصري بحساسية فمنذ البداية واجهت هند صبري حملة صحفية بسبب بعض المشاهد في شريط «مذكرات مراهقة» لايناس الدغيدي وكتبت عنها بعض الصحف تعاليق جارحة من بينها ما كتبته احدى الصحف من أن هند صبري جاءت الى القاهرة لكي تتعرى في الوقت الذي تمثل فيه هند صبري قيمة فنية وعلمية وثقافية عالية. هند صبري ليست الوحيدة التي واجهت الصد في الوسط الفني المصري فلطيفة كادت ترحّل من مصر في البداية ولولا نجاحها في اقتلاع عقود احتكار مع بعض شركات الانتاج التي سهّلت لها التواجد بقوة في المشهد الاعلامي والفني المصري لما كانت لطيفة المعروفة في كل العالم العربي الآن. أما أمينة فاخت فلم تتمكن رغم موهبتها العالية من اقتلاع أي مكان في مصر فعادت بخفي حنين وفضلت نوال غشام التردد على القاهرة دون الاستقرار فيها أما علياء بلعيد فأدركت بعد تجربة قصيرة أنه لا مكان لها في القاهرة فعادت الى تونس مفضلة التعامل من بعيد مع الاوساط الفنية المصرية. ولعل أسبق الجميع لطفي بوشناق الذي عمل في القاهرة عندما كان موظفا في الخطوط الجوية التونسية لكنه لم يستطع اختراق الاوساط الفنية في مصر ففضل العودة الى تونس والانطلاق منها الى العالم وهو الرهان الذي نجح فيه بامتياز إذ يدخل الآن القاهرة من بابها الكبير ولعل صابر الرباعي أحد المستفيدين من تجربة بوشناق إذ فضل الاستقرار في تونس مع التردد على بيروتوالقاهرة ودمشق والخليج لضرورات العمل والانتاج. بعد هند صبري جاء الدور على نجلاء التي منعت من دخول مصر، ومهما تكن مبررات هذا الاجراء الذي طعنت فيه نجلاء فإن حساسية الوسط الفني المصري تجاه الوافدين تونسيين أو غير تونسيين حقيقة لا جدال فيه وهنا لا نتحدث عن مصر في جانبها الرسمي التي تربطها بتونس علاقة مودة وصداقة وتعاون مشترك يمثل نموذجا في العالم العربي. فهل يفهم الحالمون بالهجرة الى مصر الدرس؟