لمجرّد التذكير نشير الى أن المنتخب الأول من كل مجموعة هو الذي سيتأهل للنهائيات العالمية بألمانيا 2006 وبالتالي تلوح مهمات بعض المنتخبات سهلة جدّا في بلوغ هذا الهدف خاصة بلنسبة ل «رؤوس» المجموعات مثل السينغال (المجموعة الأولى) ونيجيريا (المجموعة الرابعة) في حين سيحتد الصراع داخل المجموعة الثالثة والخامسة وأيضا الثانية عى الأقل بين منتخبين من بين الستة المتأهلة. في المجموعة الثانية سيشتد الحماس خاصة بين رأس المجموعة جنوب افريقيا ومنتخب غانا العائد بقوة والراغب في العبور الى العالمية كما لا يمكن ان ننسى الكونغو الديمقراطية وأيضا بوركينا فاسو وهو ما قد يجعل الاطمئنان على المركز الأول يتأخر الى آخر جولة... وهو ما ينطبق علي المجموعة الثالثة خاصة ان منتخب الكامرون تنتظره مهمّة عسيرة ومنافسة جدية مصدرها منتخب الكوت ديفوار المنطلق بحماس شبانه وكرته الرفيعة التي ستدافع بأظافرها للتواجد ضمن هذه التظاهرة العالمية متحدية زملاء «صاموال ايتو» ولو أن «مفاجأة» المنتخب الليبي قد تأتي من حيث لا يدري أحد. أما المنتخب المصري فله ماض تليد يجعل منافساته دوما من حديد.. في المجموعة الرابعة تبدو نيجيريا منطقيا أقرب الى فرض كلمتها على حساب البقية وقد لا تجد غير منتخب الجزائر ليقلق راحتها على عكس المجموعة الخامسة التي تنتمي لها تونس والتي ستظل الحسابات بداخلها مفتوحة على الآخر خاصة بين منتخبنا الوطني ونظيره المغربي دون غض الطرف عن امكانات غينيا التي تملك فيلقا لا بأس به من المحترفين في بلجيكا وفرنسا.. لكن قبل الحديث عن عناصر التشويق وأدوات النجاح لا بدّ من الحديث أولا عمّا يمكن أن يصنع لنا أجنحة.. وعما يمكن أن يساعدنا على فرض كلمتنا.. فالأمور تبدو صعبة رغم أننا «رأس مجموعة». لأجل هذا خرجت «الشروق» تستقرئ آراء مجموعة من الوجوه الرياضية فلعنا من هذه الخطوة نعرف بقية المشوار المنتظر للمنتخب مع تصفيات كأس العالم 2006. السيد حمودة بن عمار (رئيس الجامعة) «ليست هناك مجموعات سهلة في كرةالقدم ولكن بالمقارنة مع المجموعات الأخرى مثل الثالثة التي تضم الكامرون ومصر والكوت ديفوار يمكن القول أن القرعة جنبتنا الوقوع في مجموعة صعبة مثل هذه... مجموعتنا تضم المنتخب المغربي الذي يبقى منتخبا عتيدا وعادة ما تكون لقاءات تونس والمغرب شديدة التنافس. وهناك أيضا غينيا التي واجهناها مؤخرا والتي تقدم كرة قدم جيدة. وهناك المنتخبات الأخرى مثل كينيا والمالاوي وبوتسوانا ويجب الحذر من كل المنافسين رغم أن الصراع من أجل التأهل سيكون منطقيا بين تونس والمغرب». نبيل معلول (مدرب وطني) «بالنظر لتركيبة المجموعات، تلوح المواجهة المباشرة بالأساس بين تونس والمغرب، لأن هذه المباراة تمثل دربي مغاربي ظل دائما محافظا على تشويقه وأسراره. تونس تعرف المغرب والعكس صحيح والرهان سيكون مفتوحا بين المنتخبين. بقية المنتخبات سيكون دورها هاما، في توزيع أوراق المجموعة، ولا يجب الاستهانة بأي منافس. بالنسبة للمنتخب الأولوية في هذه المرحلة لكأس افريقيا للأمم ثم تأتي بعد ذلك تصفيات المونديال، ومن المؤكد أن النجاح في النهائيات الافريقية سيكون له دور هام في نجاح مشوار الطريق نحو المونديال. ورغم ذلك، أؤكد أننا وضعنا صحبة المدرب روجي لومار برنامجا متكاملا لتحضيرات المنتخب الى الصائفة المقبلة، يتضمن عددا من المباريات الودية الهامة من بينها مواجهة الولاياتالمتحدة». خالد بدرة (قائد المنتخب) المجموعة التي وضعتنا فيها القرعة تعتبر متوازنة بالنظر لمجموعات أخرى. ستكون ورقة الترشح للمونديال مفتوحة بين المنتخب التونسي ونظيره المغربي، لأن هذه المواجهة تبقى في اطار الدربيات القوية التي تظل محافظة على رونقها وأسرارها. بالنسبة للمنتخب يبقى مطالبا بالإعداد للجيد لجميع المنافسين واعطاء كل مباراة الأولوية التي تستحقها دون استسهال أي منافس لأن كل نقطة سيكون لها ثقلها في الحصيلة النهائية. لطفي الحسومي عملية القرعة كانت رحيمة بتونس قياسا بما أسفرت عنه في بقية المجموعات وبالنظر إلى بقية المنتخبات في المجموعة الخامسة يمكن القول أن الترشح في متناول تونس لنهائيات كأس العالم 2006 شريط تأمين كل مقومات التحضير الجيد بكل ما تحمله كلمة «تحضير» من أبعاد فنية وبشرية وإدارية. تميم الحزامي على الورق تبدو تونس الأوفر حظا لاقتلاع ورقة الترشح الى النهائيات لكن من هنا إلى انطلاق التصفيات بالامكان اذ تتغير عديد الأمور مثل تدني اللياقة البدنية لبعض اللاعبين واعتزال البعض الآخر كما أنه لا بد من أن نقرأ حسابا لبعض المنتخبات المغمورة التي حققت تقدما ملحوظا. وبصراحة إذا ما تواصلت الأمور على ما هي عليه أي أن تحافظ البطولة على مستواها الحالي فإننا لن نذهب بعيدا. المدرب الهادي الكوني القرعة وضعتنا مع منتخبات متواضعة. وبالنسبة لمنتخبنا فليس لنا من خيار سوى الترشح لا سيما أننا مرشحون لاستضافة كأس العالم 2010. وما علينا إلا أن نستعد إلى هذا الموعد من الآن وذلك باحكام التخطيط والبرمجة. وفي صورة بلوغ النهائيات، يجب أن نضع نصب أعيننا الترشح إلى الدور ربع النهائي. المدرب محمد العابد المنتخب الوحيد الذي يمكن أن يقلق راحتنا هو المنتخب المغربي الذي نعرفه جيدا وترشحنا رهين الانتصار على هذا المنافس الذي كثيرا ما شكل عقبة على درب الترشح. ومهما يكن من أمر، فإن حظوظنا تبقى وافرة للترشح لكأس العالم المقبلة بالمانيا لعدة اعتبارات أذكر من بينها تصدرنا للترتيب العالمي إلا أن ذلك لا يمنع من ضرورة الابتعاد عن الغرور. خالد القاسمي مرة أخرى تقف القرعة الى جانبنا وتضعنا في طريق مفتوح للتقدم إلى الأدوار الموالية وأعتقد أن قرعة التصفيات التمهيدية لكأس العالم سهلة نسبيا بالنسبة للمنتخب التونسي وكذلك المنتخب المغربي اللذين سيتنافسان من أجل المرتبة الأولى في المجموعة أما البقية فلا أراها قادرة على الوقوف بندية أمام هذين المنتخبين. المنتخب التونسي يبدو في طريق مفتوح للترشح لكن حذار من الغرور لأن كل شيء ممكن في عالم الكرة . كمال الشلبي أعتقد أن الأمور واضحة منذ بدايتها ولا أشك في أن المنتخب التونسي والمنتخب المغربي ستكون لهما الكلمة الفصل باعتبار وأن المنتخبات الأخرى لا يمكن لها أن تمثل صعوبات أمام الثنائي العربي الذي سيلعب مباراتين في شكل دربي لتحديد من هو الأول.