أقامت الجمعية المصرية للثقافة والفن والابداع برئاسة الموسيقار هاني مهنى مساء امس الاول الجمعة (5/12/2003) حفل تأبين المطربة الراحلة «ذكرى» بحضور عدد من الفنانين والاعلاميين وخبراء علم الاجتماع ومكافحة الجريمة اضافة الى سفيرنا بالقاهرة صلاح الدين، وشارك في الحفل كل من المطرب الكبير لطفي بوشناق والملحن علي سالم نيابة عن جمع الفنانين التونسيين ومعهم من مصر الفنانة هالة صدقي والملحن صلاح الشرنوبي والشاعر الغنائي وليد رزيق والموسيقار صلاح عرام نقيب الموسيقيين المصريين الاسبق والثلاثي من رفقاء درب الراحلة كما حضر الحفل كل من المطرب الشاب خالد سليم وفؤاد الشاعري مدير اعمالها ارسل المطرب ايهاب توفيق رسالة اعتذار لاصابته بنزلة برد شديدة منعته من الحضور. وقد بدأ الحفل بكلمة للموسيقار هاني مهنى رئيس الجمعية ومكتشف ذكرى للجماهير المصرية والذي أكّد فيها على اهمية الفن بالنسبة للمجتمع الانساني ولذلك لم يكن غريبا ان تنال هذه الحادثة الاليمة اهتمام وسائل الاعلام المختلفة سواء داخل مصر او خارجها بسبب بشاعتها ونجومية بعض اطرافها مثل ذكرى ورجل الاعمال ايمن السويدي. أضاف مهنى أن بعض شهود هذه المجزرة تعمدوا الاساءة لذكرى وزوجها بدون مبرر مقنع إلا الاستحواذ على قدر اكبر من الاضواء والشهرة المفاجئة والمكاسب المالية التي لا تساوي شيئا امام بشاعة الحادثة. أشارت رئيس الجمعية المصرية للابداع الى ان الراحلة اختارت السويدي كحبيب وزوج رغم معارضة الكثيرين من اصدقائها الفنانين بسبب جهل السويدي بمنظومة العمل الفني والتي تختلف بالطبع عن البرنامج العادي للاسر والعائلات التي تمارس هذه المهنة ولكن الراحلة رفضت هذه الاعتراضات وأكّدت لاصدقائها انها بامكانها التوفيق بين عملها واسرتها الوليدة. واعترف هاني مهنى ان ذكرى كانت تحاول الانجاب من ايمن السويدي وقدم شهادة معتمدة من طبيب امراض نساء تفيد استشارة الراحلة وزوجها لها لامكانية الحمل بطريقة الانابيب اذا تعذر الحمل في الشهور القادمة خاصة وان التحاليل أكدت سلامة رحم الراحلة وسلامتها وامكانية الحمل والانجاب من جانبه اكد الخبير الامني المصري «فؤاد علام» مدير مباحث امن الدولة الاسبق أن هذا الحادث عابر ويمكن حدوثه في اي مكان بالعالم بدون مقدمات ولكن هذا الحادث قد نبه الجهات المسؤولة عن منح تراخيص مثل هذه الاسلحة الى ضرورة المراجعة الدقيقة لحاملي هذه التراخيص وخاصة وان تقرير المعمل الجنائي المصري قد أكد قيام السويدي بادخال تعديلات على الاسلحة الموجودة بحوزته رغم ان تراخيصها باسم والده وليست باسمه وطالب «علام» بضرورة ايجاد تنسيق بين الصحافة والاجهزة الامنية والقضائية في تناول قضايا المشاهير بصفة خاصة نظرا لخطورة التناول الاعلامي السطحي لمثل هذه الجرائم مما يؤثر بالسلب على صورة المجتمع من جهته داخليا وخارجيا. من جهته عبر لطفي بوشناق عن حزنه لرحيل ذكرى صاحبة الصوت المنفرد والمتميز اضاف «بوشناق» ان الوطن العربي قد خسر جوهرة فنية يصعب تكرارها في زمن الندرة الابداعية الذي تمر به حاليا وقال المطرب الكبير كفانا انقسامات ويجب ان يقف العرب يدا واحدة في مواجهة اي تعديلات ولا يمكن لمثل هذه الحوادث العارضة ان تؤثر على العلاقات الطبيعية بين الشعوب العربية المختلفة اضاف ان هذا الكلام ليس منمقا لوجودي على ارض مصر وانما مستعد لاعادته مرات ومرات في مختلف ارجاء الوطن العربي ونفى بوشناق ان يكون الجمهور التونسي قد طالب بالانتقام لمصرع ذكرى والدليل على ذلك المعاملة المتميزة التي وجدها الوفد الفني المصري الذي شارك في الجنازة وتوديع الراحلة الى مثواها الاخير واضاف ان حضور نجوم بوزن الهام شاهين وهالة صدقي وايهاب توفيق قد وأد الفتنة في مهدها ان وجدت. ونفى لطفي بوشناق ان تكون الاجهزة الرسمية قد منعت سفر الاعلاميين المصريين الى تونس لتغطية لحظات الوداع الاخير بل ان السفارة التونسية بالقاهرة وكافة الاجهزة العاملة في تونس قد سهلت حصول الاعلاميين الراغبين في السفر على تأشيرات فورية وبالمجان ولكن قناة «روتانا» التي قامت بحجز الطائرة الخاصة للوفد الفني المسافر الى تونس هي التي قامت بمنع الاعلاميين من السفر على متن هذه الطائرة وارجع بوشناق هذا التصرف الى رغبة «روتانا» بتحقيق سبق اعلامي متميز.