من جدّ وجد.. ومن زرع حصد... هي الجملة الأنسب التي تنسحب شكلا ومضمونا على صاحب الكأس الافريقية الخامسة للنجم الساحلي الذي عانق الامتياز ودخل التاريخ الكروي من اوسع ابوابه وهو الذي ناله شرف الفوز بآخر نسخة لكأس الكؤوس الافريقية والتوثب نحو الافضل رغبة في التأسيس العميق الذي يعيد لكرة القدم التونسية هيبتها.. والبناء الصحيح هو حتما ذلك الذي ينطلق من الاندية ونجم الساحل احد احسن وأكبر روافدها تاريخا وامكانات وخبرة. الكأس الافريقية الخامسة كانت حصيلة تضافر جهود كل من احبوا النجم وضحوا من اجله بالغالي والنفيس... جميعهم قدموا القربان لهذا اللقب القاري الذي يتبختر من جديد على ضفاف شاطئ بوجعفر... عثمان جنيح رئىس الجمعية ونائبه عزالدين دويك يعيان ماذا يفعلان ويعملان دون كلل او ملل... مدرب عمل وطاقمه في صمت وعرف كيف ومتى يرد على المشككلين في عمله واختياراته.. لاعبوه في مقدمتهم «الرهيب» اوبياكور تركوا التتويج.. وجمهور اظهر في الوقت المناسب ان معياره من الماس.. كلها ادوات احكم الفريق الاول لجوهرة الساحل استثمارها كما ينبغي ليصنع لنفسه مجدافا به يبحر في اعماق نجاحات لا تنتهي.. النجم الساحلي دخل مرحلة جديدة ميزتها الانضباط وروح المسؤولية والتوازن على جميع المستويات والتخطيط الأنسب لضمان تواصل التألق مستقبلا وذلك من شيم الفرق الكبيرة. فالوصول الى القمة صعب... ولكن الامر الأكثر صعوبة هو البقاء على القمة... والنجم جدير بهذه القمة وخلال المرحلة المقبلة.