ما أحلاها عروس... تلك التي «عادت» بعد ست سنوات لتحط على ضفاف شاطىء بوجعفر غير آسفة على «مكتوبها» بما أن ممثل كرة القدم التونسية لا يزال كما عهدته «فعلا» يتقد حيوية وتعطش للتتويجات. ما أحلاها عروس لأن النجم أدخلها الى بيت الطاعة في وقت حساس جدا... فالنتائج غير مستقرة...والجمهور ما زال «يهز وينفض» بشأن المدرب وحضور المباريات حير الجميع... وبالتالي كان عرس النهائي الافريقي للمصالحة أولا ولإعلاء كلمة النجم ثانيا. رائعة النجم اشادت بها جميع الأطراف في مقدمتها اللاعبين القدامى الذين جاءت آراؤهم حول هذا التتويج على النحو التالي : عبد المجيد الشتالي كنت على يقين من أن النجم سيحرز هذا اللقب بل سبق لي أن صرحت بذلك مباشرة عقب مباراة الدور نصف النهائي في المغرب ضد الوداد البيضاوي فبقطع النظر عن حجم جوليوس برغر فإن ممثل كرة القدم التونسية كان في مستوى تطلعات وآمال جميع التونسيين... الإعداد لهذا الدور النهائي تم وفق متطلبات قيمة الرهان والفريق كان جاهزا كأفضل ما يكون لموعد الحسم والاطار الفني عرف كيف يوظف امكانات وطاقات الرصيد البشري المتوفر لديه وأحسن في اعتماده على خطة تكتيكية منطقية ومعقولة فضلا عن توفر عنصر الحماس وحب الانتصار لدى اللاعبين الذين وجدوا في المساندة المعنوية للجمهوري حافزا لتحقيق هذا الانجاز. النجم الساحلي فاز بلقب ثمين يعكس عدة حقائق ثابتة وما على الجمهور الغفير الذي فرح كما لم يفرح من قبل بهذا التتويج أن يقتنع بأن في لعبة كرة القدم هناك الانتصار والتعادل والهزيمة والتألق وغياب «الفورمة» وتبعا لذلك عليه بتخفيف الضغط عن المسيرين والاطار الفني واللاعبين حتى يعملوا في مناخ وظروف ملائمة. أعتقد جازما أنه على اثر هذا التتويج سيصبح المناخ أكثر ملاءمة للإعداد لبقية الرهانات الأخرى والنجاح في ذلك يبقى رهين ثقة الجمهور في مسؤولي فريقه واطاره الفني ولاعبيه. محسن حباشة بالرغم من هزيمة الذهاب في أبيوكوتا كنت متيقنا من ردة الفعل الايجابية للنجم الساحلي وقد تم ذلك بواسطة سيناريو ممتاز للغاية خلاصته انتصار رائع وتتويج أروع أعاد الاعتبار للجميع من مسؤولين ولاعبين واطار فني دون أن ننسى الجمهور الذي قام بدوره في هذا العرس الإفريقي كأبهى ما يكون وساهم بدور بارز في تحقيق هذا التتويج بوصفه طرفا معنيا. حصول النجم على هذا اللقب الافريقي الاضافي إن دل على شيء إنما يدل على أن الفريق يوجد على الطريق السليم رغم بعض العثرات.... هناك اطار مسير واع واطار فني كفء ولاعبين واعون بمسؤوليتهم وكل ما نتمناه جميعا أن يتواصل العمل بنفس الروح والتكامل في الأدوار من أجل التوفيق في مختلف الرهانات المتبقية. عبد السلام عظومة على اثر مباراة الذهاب في نيجيريا أيقنت أن آمال النجم في الحصول على الكأس الافريقية ما زالت قائمة رغم الهزيمة لأني أعترف طبيعة ردة فعل «أولادنا» وهو ما تحقق على أرض الواقع بشكل أكثر من رائع وهو أمر منتظر من النجم الساحلي في مثل هذه المواعيد بفضل الاحاطة والرعاية التي وفرها مسؤولو الفريق ليكون اللاعبون تبعا لذلك في مستوى الأمال المعلقة عليهم... وقطعا سيعمل هذا التتويج على تخفيف درجة الضغط على الاطار الفني واللاعبين للعمل في قادم المواعيد بأكثر راحة نفسية بما يساعد على كسب رهانات أخرى خصوصا وأن المجموعة تتوفر على عناصر تحمل في أقدامها الاضافة المطلوبة شريطة أن تتوفر لها الأجواء المريحة للعمل وهنا أذكر كمثال اللاعب كامارا غانا القادر على تقديم عطاء أفضل. لطفي الحسومي هذا التتويج يحمل نكهة خاصة لأنه جاء بعد أربعة مواسم من الجفاف وتحقق بالبذل والعطاء وتضحيات جسام لمختلف الأطراف ليتوفر تبعا لذلك مناخ النجاح. النجم قدم دورا نهائيا افريقيا مثاليا توفرت فيه كل العناصر الضرورية من الحماس والتشويق والعزيمة والاصرار والانضباط التكتيكي والنسق المتقلب وحب الانتصار لتكون خلاصة كل ذلك تتويج جاء في وقته من شأنه أن يبدد سحب التشكيك ويخفف من وطأة الضغط على المسؤولين والاطار الفني واللاعبين بما يسمح لهؤلاء بالعمل في مناخ ملائم يساعد على تحقيق أفضل النتائج والمطلوب من الجمهور مواصلة المساندة. الدكتور الهاشمي الوحشي تتويج النجم بهذه الكأس الإفريقية أكثر من مستحق وقد كان الجمهور الغفير شاهدا على هذا الانجاز الرائع الذي ساهمت فيه جميع الأطراف وفي مقدمتها رئيس الجمعية السيد عثمان جنيح مرورا بالاطار الفني واللاعبين وأكيد أن احراز هذا اللقب وفي هذا الظرف بالذات من الموسم سيكون له مفعوله السحري على أجواء العمل للمراهنة على باقي الألقاب. شخصيا مسرور جدا بهذا التتويج الذي أعاد الينا أفراح الألقاب وكشف مدى تجذر حب النجم في قلوب أبنائه... واذا كان المثل يقول : «ان الوصول الى القمة ليس صعبا وإنما الصعب هو المحافظة على مكانتنا في القمة» فإنني على يقين من أن النجم سيبقى دوما في القمة. حكيم براهم الفريق الأحسن هو الفريق المتوج والنجم قدم مباراة ممتازة وأظهر امكانات كبيرة لم يقدر جوليوس برغر مجاراتها. وعلى ضوء هذا التتويج فإن عدة معطيات ستساعد النجم على العودة من الباب الكبير في البطولة الوطنية وتصفيات الكأس العربية شريطة أن يكون الجمهور اللاعب رقم الذي يستمد منه الفريق قوته مثلما عودنا على ذلك في السابق والتتويجات التي أحرزها النجم تدل على ذلك.