يعيش المشهد التلفزي في تونس عدة تغيرات شكلا ومضمونا حتمتها المنافسة الشديدة التي فرضتها الفضائيات العربية التي تتكاثر يوما بعد يوم، مع دخول الخواص الفضاء الإعلامي. في تونس بدأ الفضاء الاعلامي ينفتح أمام الخواص بعد ان أقر رئيس الجمهورية فسح المجال للاذاعات والتلفزات الخاصة، وقد كانت الانطلاقة باذاعة «فسيفساء» كما يجري الحديث عن بعث قناة تلفزية خاصة قريبا. منعرج في انتظار ظهور قنوات تلفزية خاصة، دخل الخواص مجال الانتاج التلفزي، وقد كانت اضافتهم واضحة في برامج قناة تونس 7 . المنعرج الأول كان مع تجربة رؤوف كوكة في برنامج «طريق النجوم» الذي أحدث ضجة في الساحة الفنية التونسية وأفرز أصواتا افتكت مكانتها في الساحة مثل هالة المالكي وأنيس الخماسي وخصوصا وردة الغضبان.. هذا فضلا عن الاهتمام الجماهيري الكبير الذي لقيه البرنامج. ثم تتالت التجارب وظهرت على شاشة قناة تونس 7 انتاجات تحمل إمضاء الخواص، وشملت البرامج الوثائقية «مدن الشرق» لفاميليا للانتاج و»التذكرة الأخيرة» لمحمد الحناشي والكاميرا الخفية (كوكة والحناشي) والبرامج الثقافية والسياحية مثل «نجوم في الذاكرة» لمختار العجيمي و»جئتك عاشقا» لماهر عبد الرحمان.. كل هذه الأعمال كانت لها الاضافة، وشدت الانتباه، بل بعضها فاز بجوائز في مهرجان الاذاعة والتلفزيون العربي في تونس، ومهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيون. نقلة وإذا كان برنامج «طريق النجوم» المنعرج الأول فإن المنعرج الثاني الكبير كان مع برنامج «كاريكاتورز» الرمضاني وبرنامج المسابقات «آخر قرار».. الأول حقق نجاحا جماهيريا قياسيا في رمضان إلى جانب سلسلة «عند عزيز» أما البرنامج الثاني «آخر قرار» فإنه يشكل نقلة نوعية حقيقية في الانتاج التلفزي التونسي، ويختلف كليا عن برامج المسابقات التي أنجزت في الماضي. النقلة ليست على مستوى المضمون، باعتبار ان برامج الأسئلة والأجوبة متداولة ومألوفة لكن النقلة واضحة على مستوى الصورة وخصوصا الإكساء (Habillage) كذلك الإضاءة والايقاع والديكور، وزوايا التصوير، هذا فضلا عن التقديم الجميل والشيق لسامي الفهري. حضور انتاج الخواص على قناة تونس لن يقف عند هذا الحد فهناك رباعية درامية للمخرج عبد اللطيف بن عمار بعنوان «وطن فوق السحاب» وهناك حديث أيضا عن منوعة السبت التي ستكون من انتاج شركة خاصة. رهان التلفزة التونسية على الخواص كان رابحا، والاضافة واضحة وجلية، والمطلوب اليوم أن يدخل الخواص مجال الانتاج الدرامي بقوة باعتبار ان المسلسلات والأشرطة التلفزية هي القادرة على اكتساح السوق العربية، وتشكيل صناعة تلفزيونية وطنية.