أيام 25 و26 و27 و28 ديسمبر ستبث الفضائية التونسية عملا دراميا جديدا للمخرج عبد اللطيف بن عمار.. وهو رباعيّة «خطى فوق السحاب». وهذا الاختيار الزمني لبثّ هذه الحلقات الأربع يوافق الجانب الزمني في العمل الدرامي.. فأحداث «خطى فوق السحاب» تدور قبل وبعد يوم من «الريفيون» بنزل بعين دراهم بالشمال التونسي. هذه الحكاية الدرامية يعود المخرج عبد اللطيف بن عمار الى الذاكرة، الى حادثة عاشها بصفة شخصية ذات «ليلة رأس السنة» ليرويها بالصورة التلفزية على طريقته باعتبار أن خياله هو من ينسج خطوطها الدرامية... هذا العمل لا يخلو من طرافة على عدة مستويات ووضعيات وباعتبار أنه يدور في نزل فإنه يضم عائلات متعددة وقادمة من مناطق مختلفة. وقد حافظ المخرج عبد اللطيف بن عمار على هذا الاختلاف في اللهجة وفي اللباس وفي التصرف أو السلوك اليومي للتونسي لتنقل الكاميرا هذه الفسيفساء الاجتماعية من الشمال الى الجنوب بأمانة دراميّة. ومن أطرف ما في هذه الرباعية حكاية شاب تونسي وزوجته الفرنسية ووالدته الذين قدموا لقضاء ليلة رأس السنة (كالعادة الزوجة تكبر زوجها سنا حسب «قانون» الزواج المعمول به في زواج العربي بالأوروبيات والغربيات). يتقمص أدوار هذه «الرباعية» عدة وجوه فنية شهيرة في الدراما التونسية نذكر منها منى نور الدين، علي مصباح، فتحي المسلماني، هشام رستم، جميلة الشيحي، رمزي عزيز، أحمد السنوسي، علي بنور، ليلى واز، سميرة العبيدي، هشام بن عيسى، محمد علي النهدي، لطفي العبدلي، وحيدة الدريدي، خديجة السوسي وليلى الشابي... ومن الصدف أن الطقس عند تصوير هذه الرباعية كان مطابقا للمناخ الدرامي كما كتبه وتصوره صاحبه عبد اللطيب بن عمّار.. يعني أمطار وثلوجا وضبابا.. وربما استنادا على المناخ أطلق عبد اللطيف بن عمار على هذه الرباعية عنوان «خطى فوق السحاب».