لعل أهم حدث ميز الشطر الأول من سباق البطولة الوطنية لكرة القدم الى حد الجولة الفارطة تألق المستقبل الرياضي بالمرسى الذي شكل مفاجأة سارة لعشاق اللعبة الشعبية الأولى إذ أتت نتائجه معاكسة تماما لما تكهن به الملاحظون قبل انطلاق الموسم والذين استندوا في آرائهم الى قلة الانتدابات التي قام بها الفريق والتي تقتصر على ثلاثة عناصر (أباتاكي، نادر الفقيه، وليد الشتاوي) علاوة على ان زملاء وليد قداش عودوا الملاحظين بانطلاقة متعثرة. هذا الموسم هبت رياح التغيير بقوة وها هو الفريق يرابط على بعد نقطة فقط من صاحب الطليعة الترجي الرياضي التونسي الذي سيلاقيه خلال الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب والتي يأمل من خلالها الى الظفر بلقب بطل الخريف. وبلغة الأرقام، فإن الفريق حقق رقما قياسيا في مرحلة الذهاب يتمثل في تسجيل 6 انتصارات متتالية وذلك لأول مرة في تاريخ النادي اضافة الى عدم قبوله اي هدف خلال هذه السلسلة وهو يرنو الى بلوغ الرقم القياسي الذي يحتفظ به الترجي الرياضي التونسي في موسم 99/2000 برصيد 12 مباراة دون هزيمة. * انسجام والذين شاهدوا مقابلات هذا الفريق لا بد أنهم وقفوا على عدة حقائق نذكر من بينها الانسجام الكبير بين الثنائي وليد الشتاوي وباتريك كازادي والذي اصبحت نتائج الفريق رهينة تواجده جنبا الى جنب. فاللاعبان متكاملان فوق الميدان ومتناغمان الى أبعد الحدود ولعل الهدف الأول الذي سجله الفريق الأحد الفارط ضد الأولمبي الباجي خير شاهد على ذلك. * موقع كازادي وهناك نقطة أخرى تستوجب الانتباه وهي الموقع الذي يحتله اللاعب الكونغولي أباتاكي فوق الميدان حيث يشغل خطة متأخرة عن المهاجمين وهو ما يحرم هذين الأخيرين من تمريراته الذكية ومساهمته في العمليات الهجومية كذلك. وهو ما يعني أنه بإمكانه أن ينجح في خطة صانع ألعاب التي يشكو منها الفريق. * غياب ظهير أيسر أما في الدفاع فإن المعضلة تتمثل في غياب ظهير أيسر اختصاصي والتعويل على اللاعب اقبال الرواتبي في هذه الخطة لا نعتبره صائبا وهو ما يجعل الفريق يركز ويعتمد كليا في هجوماته على الجهة اليمنى وهو ما يخلق غياب التوازن في الفريق ويجعل عبء المقابلة أكثر على عاتق نزار الغزواني. ولعل النقطة السلبية التي تسترعي المراجعة تتعلق بهذه العادة السيئة المتمثلة في العودة الى الوراء كلما بادر الفريق بالتهديف.