من ضمن عشرة أفلام سينمائية تعرض حاليا في القاعات التونسية هناك خمسة أمريكية أربعة منها تنتمي لما يعرف بالسينما العجائبية أو الخيالية. ولعل من أحدث هذه الأفلام وأكثرها عجائبية شريط «داردوفيل» الذي يعرض في أكثر من قاعة وهو من اخراج «مارك ستيفن جونسن» وبطولة «بين أفلاك وجينفر غارنر». دار دوفيل ويصور الفيلم حكاية محامي أمريكي شاب يصاب في طفولته بالعمى، فيقرر تجاوز اعاقته بتنشيط وتطوير بقية ملكاته الذهنية والبدنية... وهكذا يتحول الى «انسان خارق» او «سوبر مان» يجيد كل فنون القتال الممكنة وغير الممكنة وثأرا لوالده الملاكم الذي تقع تصفيته من قبل رئيس احدى العصابات يقرر المحامي الشابي الانتقام من كل المجرمين في المدينة.. ويكشف «البطل الضرير» في الاثناء عن ملكات ومواهب خارقة وعجيبة في القتال والتنكيل بأعدائه. السوبرمان وعلى طريقة «الأبطال الخارقين» الذين عجت بهم السينما الأمريكية من سنوات مثل «سوبرمان» و»سبايدرمان» و»باتيمان» جاء «داردوفيل» وهو اسم بطل الشريط كذلك وكأنه انعكاس او صورة مشابهة للأبطال المذكورين سواء من حيث المظهر او الملكات البدنية الخارقة التي يتمتع بها وخصوصا في فن القتال.. ويبدو ان السينما الامريكية رغم تطور العصر وتغير الزمن لم تتجاوز صورة «البطل الخارق للعادة» الذي أصبح محل سخرية واستهزاء حتى لدى المتفرج العادي الذي أصبح يطمح الى صورة اكثر واقعية وقربا الى الواقع وخصوصا في رسم صورة الانسان ككائن قادر وعاجز في نفس الوقت له مشاغله الحياتية والمعيشية. الحلم الأمريكي! وفي مواصلة هوليود رسم هذه «الصورة الخارقة» تعمّد واضح الهدف منه اثارة «الحلم الأمريكي» القديم الذي فقد بريقه وخصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر. فصورة أمريكا اليوم لم تعد هي نفسها كما كانت في الماضي.. وحتى بالنسبة للشعب الامريكي ذاته فقد جانب كبير منه ثقته في النظريات القديمة وانكشف ذلك خصوصا في المسيرات والمظاهرات التي عارضت الحرب الاخيرة على العراق. ورغم كل هذا مازالت هوليود غارقة في الافلام العجائبية والعوالم الغريبة على طريقة «هاري بوتر» و»سيد الخواتم» وهي أفلام كلها «خيال في خيال» ربما الهدف منها «تعييش» الأمريكان في الخيال بعيدا عن قضايا ومشاغل الواقع، ولا أدل على ذلك جهل 40 من الأمريكان بأن كندا تقع على الحدود الشمالية للولايات المتحدةالأمريكية وهو استنتاج وصل اليه الكاتب والسينمائي الأمريكي المشاكس مايكل مور ضمن ريبورتاج أنجزه منذ ثلاث سنوات.