كانت نتائج المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية التي تم الإعلان عنها رسميا يوم السبت 18 نوفمبر 2006، في الحفل الاختتامي للمهرجان في مجملها منتظرة وغير مفاجئة وخصوصا بعد أن تسربت تفاصيلها للعموم وكشفت عنها إذاعة «موزاييك» في وقت مبكر من النهار. وقد أثارت الحادة ضجة كبرى في المهرجان كان لها أثرا سلبيا على مصداقية هذه التظاهرة العريقة. وعموما لم تغيّرالحادثة من حكم لجان التحكيم التي عبرت في الكواليس عن استيائها الشديد مما حدث. تألق السينما التونسية وكان تتويج فيلم «آخر فيلم» أو «ماكينغ أوف» لنوري بوزيد الذي حصل على التانيت الذهبي لأفضل فيلم طويل في محلّه لما في العمل من جرأة في تناول قضية التطرف الديني بأسلوب سينمائي يمزج بين الخيال، وتصوير الخيال كما فاز بطل الفيلم، الممثل لطفي العبدلي باستحقاق كبير بجائزة أفضل ممثل، إذ كشف عن موهبة فنية خارقة وحس مرهف في الأداء. وتوجت الممثلة فاطمة بن سعيدان بجائزة أفضل دور نسائي ثاني لتفرّدها في أداء نوعية خاصة من الأدوار التي عرفت بها سواء في السينما أو في المسرح وكان حضورها في هذه الدورة في ثلاثة أفلام: «اخر فيلم» و»بهجة» (شريط قصير لوليد الطايع)، و»جنون» لفاضل الجعايبي. ومن تونس حصل المخرج جيلاني سعدي كذلك على تنويه خاص من المهرجان عن شريطه «عرس الذيب» الذي فضح فيه بأسلوب روائي توثيقي عن عبثية الحياة والعنف في الأحياء الشعبية الفقيرة. كما حصل المخرج فيتوري بولهيبة، في مسابقة الفيديو على جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن شريطه «يالها من قوارير» وهو عمل مميز يصوّر هواية عون بريد تونسي يجمع 58 ألف قارورة جلبها البحر من جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. وفي قسم الفيديو حصل المخرج التونسي مصطفى الحسناوي كذلك على تنويه خاص من لجنة التحكيم عن شريطه «مارغريت غارنر» المناضلة الأمريكية التي قتلت أطفالها لتخليصهم من العبودية. السينما الفلسطينية والأمة العربية ومن الأفلام العربية التي استقبلها مهرجان أيام قرطاج السينمائية في هذه الدورة حصل فيلم، «انتظار» للمخرج الفلسطيني رشيد مُشهراوي على التانيت البرونزي ويطرح مشهراوي في الفيلم قضية الوحدة العربية من خلال مغامرة مسرحي فلسطيني يحاول تكوين نواة لفرقة مسرحية تجمع كل العرب. ولكنه يعجز في النهاية عن تحقيقها كما حصل شريط «ع سكت» للمخرج الفلسطيني سامح زوابي على التانيت الذهبي لأفضل شريط قصير. وفازت الممثلة المغربية ثريا علوي: بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «باب البحر» للمخرج المغربي داوود أولاد سياد وهو عمل يسرد رحلة فتاة مغربية تبحث عن ذاتها في عالم عربي غريب. وفاز الممثل العراقي بشير المجيدي بجائزة أفضل دور رجالي ثان عن ادائه في فيلم «أحلام» للمخرج العراقي محمد الدراجي. وحصلت الجزائر على التانيت الفضي لأفضل شريط قصير عن فيلم «خيط الحكاية» للمخرجة فاطمة الزهراء زعموم وهو شريط يفضح السجن الذي تعيشه الجزائريات المهاجرات في فرنسا. نصيب السينما الإفريقية ولم تحصل السينما المصرية في هذه الدورة من المهرجان سوى على جائزتين، في مسابقة الفيديو ومسابقة الأفلام القصيرة حيث فاز شريط «اليوم 30 نوفمبر» للمخرج محمود سليمان بالتانيت البرونزي لأفضل شريط قصير، وحصل شريط فيديو «البنات دول» للمخرجة تهاني راشد على جائزة لجنة التحكيم الخاصة. أما السينما الإفريقية فقد كان نصيبها من الجوائز في هذه الدورة محدودا حيث فازت التشاد بالتانيت الفضي عن شريط «دارات» وحصلت موريتانيا على جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلم «باماكر» للمخرج عبد الرحمان سيساكو وحصلت غينيا على تنويه خاص من لجنة التحكيم عن شريط قصير بعنوان «بي كومبوي» للمخرج شيخ فانتامادو. وعموما كانت كل الجوائز تقريبا في المهرجان في مستوى الأعمال المقدمة في المسابقات الرسمية باستثناء بعض الحالات الخاصة جدا التي تعكس سياسة المهرجان في خلق نوع من التوازن في توزيع الجوائز من أجل تشجيع كل المبادرات والتجارب السينمائية العربية والإفريقية.