الحج يجب على كل مسلم، بالغ، عاقل، حر، مستطيع. أما دليل اشتراط الاسلام: فقول الله تعالى: {وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى}. فالاسلام شرط لقبول العمل فلا يقبل من الكافر عمل. وأما اشتراط البلوغ: فلقوله صلى الله عليه وسلم: »رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يفيق«. ولأن الطفل غير البالغ لا يطالب بالشرائع، وإن صح وقوعها منه، وأما علامات البلوغ فهي ثلاثة عند الذكور: الاحتلام، أو نبات شعر العانة، أو تمام خمسة عشرة عاما. ويزاد عليها أخرى عند الاناث وهي نزول دم الحيض. وأما اشتراط العقل: فلأن المجنون لا يجب عليه الحج، ولا يصح منه، إذ لا يتصور منه وجود نية الحج وقصده. واشتراط الحرية لأن العبد المملوك غير مستطيع فلا يجب عليه. وأما الاستطاعة، فلقوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا}. والاستطاعة نوعان: بدنية ومالية أما البدنية: فهي ألا يكون مريضا مرضا يمنعه من الحج، أو يشق عليه جدا. وأما المالية: فهي أن يجد من المال ما يلزمه للحج ويكون زائدا عن حاجته من مأكل ومشرب وملبس وقضاء دين ونحوه. ومن الاستطاعة بالنسبة للمرأة وجود المحرم، فلا يجب الحج على من لم تجد المحرم، وذلك لحرمة سفر المرأة من غير محرم معها، لقوله صلى الله عليه وسلم: »لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم. فقام رجل فقال: يا رسول الله! إن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: انطلق فحج مع امرأتك«. فلم يسأله النبي صلى الله عليه وسلم هل هي شابة أم عجوز؟ وهل هي آمنة أم لا؟ وهل معها نسوة ثقات أم لا؟ فدل على عدم اشتراط شيء من هذا. والمحرم المقصود هنا هو المحرم على التأييد وهو ثلاثة أنواع: الاول: المحرم بالنسب: كالأب والجد والابن والحفيد والأخ وابن الأخ وابن الأخت والعم والخال. الثاني: المحرم بالرضاع: كالأخ، والابن من الرضاعة. الثالث: المحرم بالمصاهرة: كأب الزوج وابنه ونحو ذلك. والله أعلم. تنبيه: يصح حج الصغير دون الحلم لان النبي صلى الله عليه وسلم لقيته امرأة مع الركب، فرفعت اليه صبيا فقالت: ألهذا حج؟ قال: (نعم، ولك أجر). لكن يجب عليه إذا بلغ أن يحج حجة الاسلام، وذلك لأن الحجة الاولى لم تسقط الفرض في حقه. ضيف الرحمان مشروعية الحج... آدابه... وشروط وجوبه ننطلق بداية من هذا العدد في نشر كل المواضيع المتعلقة بفريضة الحج من مناسك وآداب وأخطاء شائعة وغيرها... ونرجو أن تتحقق الاستفادة لحجيجنا الميامين فيتمكنوا من آداء هذه الفريضة بأكمل وجه... الحج: تعريفه وفضله وشروطه الحج لغة واصطلاحا لغة: القصد والكف والقدوم، والغلبة بالحجة وكثرة الاختلاف والتردد، وقصد مكة للنسك، والفاعل حاج وحاجج، ومؤنثه حاجة، والجمع حجاج وحجيج، والمرة الواحدة حجة بالكسر، وله معان أخرى. واصطلاحا: قصد البيت الحرام في زمن مخصوص بنية أداء المناسك، من طواف، وسعي، ووقوف بعرفة وغيرها. أركان الحج أركان الحج: أربعة على الصحيح وهي : الاحرام: وهو نية الدخول في النسك فمن ترك هذه النية لم ينعقد حجه، لقوله صلى الله عليه وسلم: »إنما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى«. الوقوف بعرفة لقوله صلى الله عليه وسلم (الحج عرفة). طواف الافاضة: لقوله تعالى: »وليطوفوا بالبيت العتيق«. السعي بين الصفا والمروى، لقوله صلى الله عليه وسلم: »اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي«.