قالت وزيرة الفلاحة الأمريكية إنه لا علاقة لجنون البقر بالإرهاب... وهذه هي أول مرة يبرىء فيها مسؤول في الإدارة الأمريكية الإرهاب من كارثة وشيكة... وبدوري وعملا بالمثل فأنا أبرىء السيد رامسفيلد من هذه المصيبة التي ستضرب الاقتصاد الأمريكي في العظم... هذا الخبر سيء جدا لأنه يمس رمزا من رموز الحضارة الأمريكية جسدته أفلام «الوستارن» حيث يصول رعاة البقر ويجولون وبست رصاصات في مسدس يقتل «الكاوبوي» مائة من الهنود الحمر فنصفق ونحن صغار ولا نفقه أن ما نهلّل له هو عملية إبادة للسكان الأصليين لتلك الأرض... ولما كبرنا فهمنا وبعد أن فهمنا جرّبنا جنون البشر.... هذا الخبر سيء جدا لسبب آخر وهو نزوله في الوقت الخاطىء... فالأجندة الاحتفالية التي وضعتها الإدارة هي أن يكون «الديك السمين» هو نجم سهرة عيد ا لفصح والديك هذا بمعنييه ديك حقيقي كما جرت التقاليد وديك آخر سياسي وهو صدام... صدام المأسور فوق كل موائد الطعام... وحوله يدور الحديث عن بطولات الرئيس بوش... والآن وقد عوض الحديث عن البقر الحديث عن الديك إياه فإن السيناريو وقع في الماء... أو في الوحل كما في العراق... وربما كان في هذا الخبر نوع من العدل فلا يبكي الفلسطينيون وحدهم ولا العراقيون وحدهم في حين يفرح الآخرون... هذا العيد حمل إلى الفلسطينيين مزيدا من المآتم حيث تحوّلت كل الأحياء إلى بيوت عزاء... وهذا العيد منع على مسيحيي العراق لأن الوضع المتفجر لا يسمح بصعود الدعاء الى السماء... بدون تفتيش.... عيد الفصح في الغرب هو أيضا عيد التخمة والاستهلاك... عيد البذخ والحياة الرّغدة... عيد التراحم كما عندنا في أعيادنا ولكن للأسف الشديد هناك عناوين لا يعرفها «بابا ناوال»... عناوين في الدول القصديرية التي تعيش في أحواز الكرة الأرضية... هناك حيث يموت الأطفال جوعا... أو تحت القصف... صحيح أن «بابا ناوال» زار العراق ولكنه اكتفى بالقصور الرئاسية حيث يقيم الجنود... لهم وحدهم حمل الهدايا والأماني... وأخذ صورا للذكرى السعيدة ثانيا ولطمأنة الشعب الأمريكي أوّلا... وبعد كل هذا يتساءل البعض لماذا يجن البقر...