من ضيوف مهرجان سوسة الدولي لسينما الشباب والطفولة المخرج التونسي الرحّالة شوقي الماجري الذي قدم خصيصا من دمشق لحضور عرض فيلم «أوديسة» لإبراهيم باباي، وهو الفيلم الذي انسحب منه شوقي قبل نهاية تصويره. عن الفيلم وعن بعض القضايا الفنية تحدثنا الى شوقي الذي سيعود على الفور لسوريا لتنفيذ عمله الجديد «شهرزاد»... في نسختين تلفزية وسينمائية. * هل يعني ان لك رؤية خاصة لموضوع الفيلم، لعملية تهريب الآثار؟ لو أعيد قضية تهريب الآثار لطرحتها بطريقة مختلفة تماما على طرح أوديسة.. لي رؤيتي الخاصة للبيع والشراء في الارث الحضاري وقد يأتي اليوم الذي أخوض فيه هذه التجربة. * ما هو مشروعك بعد «عمر الخيام»؟ سأعود مباشرة الى دمشق لمواصلة الاستعداد لتصوير مشروع دراسي جديد بعنوان «شهرزاد».. في نسخة تلفزيونية بثلاثين حلقة ونسخة سينمائية (فيلم بساعتين)، وهو عمل يصوّر أزمة شهريار الشخصية والسياسية.. وسيكون عملا مختلفا عن نسخته الأدبية كما في «ألف ليلة وليلة»... وقد كتب هذا العمل جمال أبو حمدان مؤلف مسلسل «الحجاج» وسينطلق تصويره في شهر جانفي. * من هي «شهرزاد» في هذا العمل؟ هي الممثلة سلاف فواخرجي وشهريار هو الممثل جهاد سعد الذي تقمص دور «عمر الخيام». * وزوجتك صبا مبارك.. ما هو الدور الذي ستتقمصه؟ صبا في راحة من الاعمال الدرامية.. عندها أهم خلق في الوجود وهي تنتظر مولودا. * والسينما.. هل هي ملغاة من جدول أعمال شوقي؟ قدمت مشروعا لوزارة الثقافة التونسية وانتظر الرد وهو فيلم كتبه الكاتب الفلسطيني خالد الطريفي. * والتلفزة التونسية.. ما هي آخر الاخبار عن المشروع الذي قدمته لها وقد تحدثنا في هذا سابقا؟ الاشكال سيظل قائما مع التلفزة التونسية ما دام أن هذه المشاريع لم تضبط بعقود. * يبدو انها المرة الاولى التي شاهدت فيها فيلم أوديسا؟ هي المرة الاولى مع الجمهور.. لكن شاهدته سرا.. بطريقتي. * لم تحضر عرضه الخاص لارتباطات مهنية او بسبب الخلاف مع الراحل ابراهيم باباي؟ كنت على سفر عندما عرض لأول مرة بقرطاج. * انسحابك من تصوير الفيلم باعتبارك أحد الأطراف في الاخراج وخلافك مع ابراهيم باباي.. يبدو ان الموت وضع كل هذا على جانب وألغى كل الاعتبارات؟ جئت الى هذا المهرجان لحضور العرض الافتتاحي لفيلم أوديسة احتراما لروح الراحل ابراهيم باباي ولم يعد أي معنى للخلاف.. الحمد لله ان الموت أمهل الراحل ابراهيم باباي حتى يشاهد فيلمه مع الجمهور.. قدومي الى تونس بالأساس من اجل المصالحة. * البعض تحدث عن تجربة محدودة في هذا الفيلم في مستوى نوعه البوليسي، يعني لم يحترم المقاييس الفنية المعمول به عالميا؟ لم يكن طموحنا ان نقوم بفيلم أمريكي.. وما قدمنا هو في النهاية فيلم بوليسي انساني حسب الامكانيات.. يكفي انه أول تجربة في السينما التونسية حاولت ان تطرق باب السينما البوليسية. * من شاهد أعمالك التلفزية خاصة.. استغرب مشاركة الماجري في فيلم بوليسي.. رغم ان روحه الخاصة موجودة في بعض المشاهد؟ أنا أقسم السينما الى «شعرية» و»لاشعرية»... وأتمنى دائما ان أكون في الاتجاه الاول.. والفيلم البوليسي ليس من طموحي. * باعتبارك طرفا في الدراما السورية.. فهل تعتقد ان تراجع الاعمال الدرامية هذه السنة في سوريا يعود لأسباب سياسية ولضغوطات أمريكية على التلفزات العربية حتى لا تقتني الاعمال السورية باعتبار خطابها السياسي الخطير؟ صحيح ان سوريا موضوعة الآن في اطار المحاسبة.. وهذه التحاليل والتقديرات واردة.. لكنها تحتاج الى اثبات.. كما ان التراجع في الانتاج قد يعود الى أسباب داخلية أيضا في ظل غياب انتاجات «شركة الشام» ومؤسسة «سلوم حداد». * لكن مسلسل «الشتات» وما حام حوله من ضجة يؤكد الرأي الاول؟ «الشتات» يطرح قضية اليهود وبداية الحركة الصهيونية ولا اعتقد ان هذا العمل سيبث على قناة عربية أخرى نظرا للحسابات التي تتخذها الدول العربية بخصوص الوضع العالمي.