ساعات فقط وترحل سنة 2003 بكل أحداثها التي كان أغلبها مؤلما خاصة في السياسة العربية والفن. الحياة الثقافية والفنية العربية والتونسية شهدت رحيل عدد من أبرز الفنانين والكتّاب الذين لا يمكن تعويضهم بسهولة. في العالم العربي عرفت سنة 2003 رحيل الفنانة أمينة رزق بعد رحلة مع المرض الذي لم يمهلها طويلا لتغلق برحيلها تجربة فنية في المسرح والسينما والدراما التلفزيونية تشهد لى جيل التأسيس والريادة إذ أن أمينة رزق كانت من الجيل الاول للسينما المصرية وللمسرح المسرحي قبل أن تكون نجمة تلفزيونية قدمت عددا لا يحصى من الاعمال التلفزيونية الناجحة. وإذا كانت أمينة رزق هي أشهر الذين رحلوا في مصر فإن محمد شكري كان أشهر كاتب يودعنا في المغرب العربي. عانى محمد شكري في سنواته الاخيرة وتحديدا في عامه الاخير من المرض الخبيث الذي لم يمنحه وقتا أطول للتمتع بالحياة التي عشقها رغم أنها لم تمنحه أي شيء في البدايات لكن «خرّيج المزابل» و»الكاتب العاري» انتصر بالكتابة على الفقر والحرمان، إذ ترجمت أعماله الى 40 لغة خصص كل عائداتها لاطفال الفقراء واليتامى بعد رحيله. * فواجع الذاكرة الفنية لن تنسى بسهولة سنة 2003 ففي الشهرين الاخيرين خاصة ودّعت الحياة الفنية عددا من الفنانين. كانت البداية مع الملحن ونّاس كريم ثم الطاهر غرسة والصادق ثريا... كما سجلت سنة 2003 رحيل الممثل عبد اللطيف الغربي بعد مرض لم يمهله طويلا والمخرج ابراهيم باباي. لكن لعل الرحيل الفاجع والمأسوي لذكرى محمد سيبقى من المحطات التي سيدوّنها تاريخ الفن. إذ رحلت ذكرى مقتولة برصاص الحقد وجنون الغيرة في لحظة مفاجئة مازال الكثيرون لم يستوعبوها. وعرفت سنة 2003 أيضا رحيل الشاعر محمد المهدي بن نصيب وهو في أوج العطاء، رحل المهدي بعد مسيرة قصيرة في الحياة لكنها كانت مليئة بالمرارة والآلام. وليس محمد المهدي بن نصيب هو الراحل الوحيد في هذه السنة بل فقد الأدب التونسي اسما آخر هو الشاعر عبد الرزاق نزار الذي غادرنا في أوج العطاء الادبي. سنة 2003 كانت سنة حزينة والرجاء كل الرجاء أن تكون سنة 2004 أسعد للفنانين.