تمكن أعوان الشرطة العدلية بولاية منوبة من الايقاع بشاب روّع العديد من ضحاياه بعد سرقة منازلهم وقد ألقي عليه القبض وهو متلبّس بسرقة محلّ مسكون بحي 3 أوت، وتمت احالته على ممثل النيابة العمومية بابتدائية تونس لاتهامه بارتكاب خمس سرقات موصوفة من محلات مسكونة باستعمال التسوّر والخلع، وبذلك وضع حدّ «لزائر الليل». المتهم في هذه القضايا يتميز بدقة اختياراته ودهائه في تنفيذ عمليات السرقة التي يرتكبها، فهو لا يسطو على منازل قد يشتبه في ضعف منفعة السطو عليها، بل يختار أهدافه بكل دقة وبكل عناية دون أن يترك خلفه آثارا ويتعمّد المتهم وهو شاب في مقتبل العمر تجميع قاعدة بيانات ومعطيات حول هدف سرقته وفي صورة توفر جملة من المعايير التي ضبطها مسبقا فإنه يقدم على التنفيذ. ويعمد في سبيل ذلك إلى مراقبة المنزل لمدة يبدو أنها لا تقل عن الأسبوع قبل أن يعمد إلى التسور، بعد ان يتأكد من خلوها، وبعد تسور الحائط الخارجي فإنه يقوم لاحقا بخلع الباب الداخلي أو الباب الخلفي، وان اقتضى الأمر احدى النوافذ، ثم يستولي عند ولوجه موضوع سرقته، على ما هو ثمين ويمكن التفريط فيه بالبيع بسهولة ويختار مسروقاته بصرامة، كالمصوغ وأجهزة البارابول والفيديو والتلفاز والتحف وطبعا، فإنه لا يفوّت فرصة الاستيلاء على أي مبلغ مالي يعترض طريقه، وكان آخرها الاستيلاء على مبلغ قارب 11 ألف دينار تونسي من منزل فخم بجهة باردو. وبعد اتمامه عمليات السطو، يقوم لاحقا ببيع ما وضع عليه يده بالسرقة، وقد باع عددا هاما من مسروقاته بمجاز الباب من ولاية باجة، إلا أن عثرته كانت باحدى المنازل الفاخرة بحي 3 أوت غربي العاصمة وفي ساعة متأخرة من الليل بعدما حاصره أعوان فرقة الشرطة العدلية بولاية منوبة ليلقوا عليه القبض وهو متلبس. وبنقله إلى مركز الشرطة والتحرير عليه اعترف بارتكابه خمس سرقات من محلات معدة للسكنى وعلى استيلائه على كميات من المسروقات ومبالغ مالية هامة فضلا عن عدد من قطع المصوغ، وتمت، بعد انهاء الأبحاث في شأنه، إحالته على ممثل النيابة العمومية بابتدائية تونس الذي وجه له تهم السرقة الموصوفة من محلّ مسكون باستعمال التسوّر والخلع وصدرت في شأنه بطاقة ايداع بالسجن إلى حين مثوله أمام الدائرة الجنائية المختصة لمقاضاته من أجل ما نسب إليه.