رغم النجاح الجماهيري الكبير الذي حققه الفيلم المصري «سهر الليالي» في مصر، وحديثا في تونس، لم يجد التجاوب الكفيل بتتويجه في مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب الذي اختتم فعالياته عشية أمس الأول.. وكان الجمهور الذي ازدحم لحضور حفل الاختتام في المسرح البلدي في سوسة، واكتشاف الأفلام الفائزة في المسابقة الرسمية للمهرجان، ينتظر على الأقل تقديرا خاصا، أو تنويها، أو احتفاء، بأحد العناصر في الفيلم، ولكن لجنة التحكيم الدولية رأت أن تمنح تقديرها للفيلم الفرنسي «تريبلان دوبيل فيل» للمخرج سيلفان شومي. وفاز ب «الحضرموت» الذهبي في نفس القسم المخصص للأفلام الطويلة للشباب، للفيلم الفنزويلي «بيت يطل على البحر» للمخرج ألبرتو أورفيلو. السينما العربية في التسلل وفي هذه الدورة السادسة، لم تكن السينما عموما، في مستوى التتويج، سواء في مسابقتي الأفلام القصيرة أو الطويلة اذ لم يحصل الفيلمان التونسي «القرصان البدوي» لنادية الفاني، والمصري «سهر الليالي» لهاني خليفة، على جائزة تذكر، أو حتى تقدير خاص من لجنة التحكيم الدولية.. السينما الايرانية دائما... في المقابل تألقت السينما الايرانية كعادتها، وخصوصا في أفلام الأطفال.. ورغم عدم تتويجها بأي من الجوائز الرسمية قرّرت لجنة التحكيم أن تمنحها تقديرا خاصا على فيلم «نورا» للمخرج محمود شولي زاده، وذلك للنزوع الانساني والحساسية العالية المتجسّدة فيه. كما نوّهت اللجنة بالفيلم القصير للطفولة «سوبري لا تيرا» من الأرجنتين والفيلم القصير للشباب «البرق الأخضر» من ألمانيا. الأفلام الفائزة وفازت بجوائز الحضرموت الذهبي، وهي أكبر جوائز المهرجان، الأفلام التالية : * «بيزار دي تودو»، لولتر تورتي من الاروغواي في مسابقة الأفلام القصيرة للطفولة. * «كورو» لجولدو دورميز من تركيا في مسابقة الأفلام القصيرة للشباب. * «أبونا» لمحمد صالح هارون من التشاد في مسابقة الأفلام الطويلة للطفولة. * «بيت يطلّ على البحر» لألبيرتو أرفيلو من فينزويلا في مسابقة الأفلام الطويلة للشباب. لجنة التحكيم تدعو إلى دعم المهرجان وشارك في لجنة التحكيم الدولية التي أقرت الجوائز المذكورة السينمائية التونسية كاهنة عطية (رئيس)، والمخرج السوري محمد ملص، والسينمائي الفينزويلي لويس أرماندو روش، والسينمائي الغيني شيخ ديكوري، والسينمائي اليوناني ستافروس شاسا بيس. واعتبرت اللجنة أن مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب، تظاهرة هامة جدا يجب مساندتها ودعمها في الامكانيات الثقافية والسينمائية.. كما لفتت نظر ادارة المهرجان في هذه الدورة والمسؤولين بالخصوص، الى الضرورة الملحة من أجل تحسين شروط العرض السينمائي. عرض سينمائي «بالموسيقى الحية» وفاجأت ادارة المهرجان جمهور السينما الغفير ا لذي أقبل على حفل الاختتام بعرض سينمائي يعتبر الأول من نوعه في تونس، إذ تمّ عرض فيلم تونسي جديد، يقدّم لأول مرة، وعنوانه «آخر اعتراف»، مرفوقا بموسيقى حية عزفتها فرقة موسيقية برئاسة الفنان ربيع الزموري. وبدل الموسيقى التصويرية، رافق العازفون بآلاتهم مشاهد الفيلم. وتقديرا للمشاركة الايرانية في هذه الدورة من المهرجان أبت ادارة المهرجان إلا أن تذكر الحاضرين بالمأساة الأليمة التي تعرض اليها الشعب الايراني في الأيام الأخيرة.. وعبّر أعضاء لجنة التحكيم وادارة المهرجان عموما عن تضامنهم العميق مع الشعب الايراني في الكارثة الانسانية والثقافية التي أصابت سكان مدينة «بام» في الزلزال الذي حدث منذ أيام.