وحوريات من الرّمل أجسادها أطياف لحوم ممتدة قرب القلب المعدني وحدها تنصت خفقانه وحدها تسمعه ينبجس ما نحا الرّمل العاري لالتواءاتها الموقعة الكثبان تتراقص جسد لجسد من أصل مجهول مثابرة على مزاوجة الأوحال والرّمال دون ملل مثل أمواج شقراء ملتوية تكرّر، أحبّك يا أرض، أحبّك الكثبان تتراقص جسد لجسد من أصل حريم أرداف مستديرة تجتاحها الأضواء تمضي، توشّمها الاشارات المرتّلة آثار حبّ الرياح الهادئة وقد خدشتها آثار أغنيات الترحال دون أن تجرحها أين البداية فيها والنهاية؟ جاثية وعابرة جميلة لجهلها انها نهائية فخورة باستسلامها للبناء وللتلاشي... أكيدة يأنها، هناك، سوف تبعث من جديد الكثبان تتراقص جسد لجسد من أصل مجهول اما غموض انتظام حبوبها الرملية فهو عنك غائب وبلا هوادة تستمرّ كذلك في الحياة تتشكل في أرق جزئياتها من الرمال نفسها ومضت الأيام كأيام الشتاء تعانق دوما غبار الذّاكرة تواصل مشيها دون كلام ملتصقة بعنائها المتخفّي حتى الجمال كانت صامتة... وفجأة لاح الأمل، من بعيد متقطعا على بريق السماء أخيرا لا ظلّ شجرة صغيرة أين يمكن الاحتماء... قدّر فرحتهم العظيمة بحثّ الخطى وأنت، ألا تريد الجلوس قليلا للاستراحة؟ وفوق شفاههم المتصلّبة وقد عوّضوا بأيديهم ثنايا وشاحهم البيضاء نظراتهم تائهة نحو الفراغ المغشى للأفق الممتدّ قدّر فضل شجرة في هذه الرمال اللامتناهية وأنت، ألا تريد أن يؤخذ جذع ميؤوس من وجوده؟ ويأخذ الزمن وقت المرور ببساطة انظر! انظر مجدّدا انظر إليهم ينتظرون دون إرادة لقد امتدّ لهؤلاء الذين لا يملكون شيئا سوى تحمّل معاناة وجودهم، ظلّ خفيّ يتّكئ بهدوء على الثواني يبحث عن نهد اللّيل اليانع (هل تعرف انه من الصعب تحمّل حياة في الظلّ؟) انظر مدى صفاء سعة هؤلاء الذين لا يثقلهم شيء. إنهم يمسكون اللحظة الخاطفة بين أيديهم وأنت يا من تبحث عن الذهب التائه تحت رمل الكلمات ماذا تريد في الحقيقة أكثر من علامات الحبّ