في اللقاء الذي جمعني بها مؤخرا أكدت لي الحسناء هدى الجندوبي ممثلة تونس في مسابقة «ملكة جمال الأطلسي» بالأورغواي أن عارضات بلادنا قادرات على مواجهة المنافسة العالمية والوقوف ندية أمام أمثال «ناعومي كامبل» و»هيرزيغوفا» و»كارلا بروني». هل يعكس الواقع ما جاء على لسان العارضة هدى الجندوبي؟ وما هو سر نجاح فتياتنا في غزو ساحة الجمال العالمية كلما سنحت لهن فرصة المشاركة في التظاهرات الدولية. أسماء عالمية لقد شهدت السنوات الخمس الأخيرة زخما جماليا كان من نتائجه ظهور أسماء تونسية في الساحة الدولية. البداية كانت مع عفاف جنيفان في إيطاليا قبل سنوات من الآن، ثم اقتفت أثرها العارضة نورشان الشريف التي وقع تبنيها من طرف وكالة «ايليت» لعروض الأزياء، وكانت من ضمن كبار الضيوف الذين حضروا نهائيات مسابقة «ايليت» لأفضل عارضة أزياء عندما أقيمت بتونس، أما العارضة صابرينا بن عمر المتواجدة حاليا بأوروبا، فقد أثبتت جدارتها بمنافسة أشهر عارضات العالم من أجل المشاركة الدورية في عروض الأزياء التي يقيمها كبار مصممي العالم لفائدة وكالة «ايليت». وقد تم تجديد عقدها بعد نجاح تجربتها الأولى واقتناع المشرفين على العروض هناك بضرورة الاحتفاظ بها ضمن الأسرة الموسعة للعارضات الأشهر عالميا. حضور قوي وفي تأكيد لهذا الحضور التونسي المميز كشفت العارضة نورشان الشريف في لقاء سابق معها أن حضور عارضاتنا سيتزايد في السنوات القادمة لعدة أسباب أهمها الحرفية، والاجتهاد، والالتزام بأصول العمل، وجمال الروح والجسد معا، والذكاء في التعامل مع الآخرين. وأضافت نورشان تقول: «لن يقتصر الأمر لاحقا على مشاركة يتيمة في مسابقة دولية. فقد تبين لأصحاب عروض الأزياء العالمية، ومنظمي مسابقات الجمال الدولية أن الفتاة التونسية هي الممثل الأفضل للفتاة العربية المثقفة والمتحضرة والذكية. ولن يمنع غياب وكالات كبرى في تونس من ظهور أسماء جديدة». وفي السياق ذاته ذكرت ملكة جمال فرنسا (2001) «ايلودي غوسان» أن الفتاة التونسية (العارضة أو الملكة) تملك مواصفات العالمية بلا منازع، ومن الخطأ الادعاء بأن اللبنانيات أجدر من التونسيات بتمثيل العالم العربي في المسابقات العالمية، فالتونسية لا ينقصها شيء للتفوق على الأخريات مهما اشتدت المنافسة. وزيادة على تألق ملكات الجمال التونسيات في المسابقات العالمية (مراتب مشرفة جدا)، فإن ساحة عروض الأزياء في أوروبا وأمريكا شهدت في السنوات القليلة الماضية زحف عدة أسماء تونسية مثل أسماء بن عثمان، وكنزة الفوراتي، وغالية السحالي، وسلوى بن يوسف، وينتظر أن ينضاف إلى هذه القائمة أسماء أخرى خلال السنوات القادمة.