رغم انحصار بثها على موجة التضمين الترددي «الآف ام»، فإن حصاد برامج اذاعة صفاقس كشف عن تجاوز في المضامين لمحدودية البث، فلقد حرصت «زيتونة» الاثير في السنوات الاخيرة على الارتقاء بمنتوجها الاعلامي وعززت فريق المنشطين والمنتجين بوجوه شبابية جديدة سعت الى تحقيق الاضافة في انتظار تقوية البث وتفعيل وحدة الانتاج بشكل يساير الاهتمام العالمي بالاعلام التلفزي. وتصدر الشأن الثقافي بالاهتمام الكبير وكان حصاده 1664 ساعة بث لمواضيع ذات صبغة ثقافية اتجهت الى الادب والفكر والنقد، وقد تميز المنشط والمنتج الشاعر علي المرزوقي في البرامج الثقافية التي لامست الابداع في طريقة التقديم. ولقد اهتم المنشط بالحياة الثقافية وطنيا وعربيا من خلال استضافة العديد من الوجوه التي ساهمت في اثراء البرامج الحوارية بزيتونة الاثير. وبالاضافة الى المواكبة الجدية للحياة الثقافية والمهرجانات والتظاهرات، اهتمت اذاعة صفاقس بالاطفال فتنوعت البرامج وكانت القصة والمسرح والفوازير والاغاني وغيرها من البرامج المتجهة للبراعم والتي بثتها اذاعة صفاقس في 99 ساعة توجت باغنية تستحق التصوير في كليب غنائي يبث بقناتي تونس 7 و21 ونعني بها اغنية «صباح الخير» كلمات الشاعر المتميز المنجي عزالدين وألحان صاحب رائعة تونس «يا حبيبتي» ونعني به الملحن محمد الهادي وأداء البنية حنان القايد التي تألقت رفقة المطرب الطفل نصر بوراوي الذي يعد من افضل المطربين الاطفال على النطاق الوطني واغزرهم انتاجا. المباشر والتغطيات التلفزية التنشيط المباشر وبالرغم من حرص الاذاعة على التميز من خلاله باعتباره احسن وسيلة للربط مع المستمعين وشدهم الى اذاعتهم، الا أنه سجل تقلصا ملحوظا في غياب الوجوه المميزة للاذاعة على غرار عبد الكريم قطاطة وعبد الجليل بن عبد الله وغيرهما. وتمكن المنشط النوري الشعري من التميز بشكل ملحوظ وبارز سواء في برنامج «لمة الاحباب» او غيره من البرامج بفضل ثقافته وابتعاده على التفلسف والتعقيد في تقديم المعلومة. الصحفية بثينة قويعة وبعد انضمامها الى اذاعة صفاقس تمكنت من تحقيق الاضافة بفضل برنامجها «ويحدث ايضا» الذي انتجته لغاية الحديث عن المسكوت عنه. نفس الملاحظة يمكن سحبها على المنشط والمعلق الرياضي المهدي قاسم، فهذا الاخير استثمر خبرته في المجال الرياضي ليهتم ببعض المواضيع الاجتماعية وقد تمكن من تحقيق الاضافة بفضل قدرته على اختيار الكلمة النافذة والقريبة من الوجدان. وحدة الانتاج التلفزي باذاعة صفاقس، ولئن لم تتجه بعد الى الانتاج الدرامي، إلا ان تعين المخرج عبد الكريم قطاطة على رأسها حقق الاضافة بدليل معاضدتها لمجهود قناتي تونس 7 و21 في تغطية التظاهرات الثقافية بشكل واضح، على أن نقطة قوة هذه الوحدة تتجلى بوضوح تام مع ما يقترحه الزميل التوفيق المزيو في مجال الاخبار من مراسلات جهوية تستند الى إلمام الصحفي بالحياة الجهوية وتركيزه على المواضيع التي تشغل بال المواطن دون سواها. اذاعة صفاقس، ورغم محدودية بثها تبقى من الاذاعات الجهوية التي تعمل بشكل جدي على صنع الحدث الاعلامي الجهوي والوطني مستندة في ذلك على خبرتها 42 عاما من العطاء وعلى فريقها التقني والصحفي والتنشيطي وادارتها المحنكة التي يسيرها السيد عبد القادر عقير.