في انجاز غير مسبوق تمكن المنتخب الأولمبي من تحقيق انتصار باهر في مصر بالذات ونقول غير مسبوق لأن منتخبات الشبان عودتنا في السنوات الماضية بالفشل ومنذ منتخب مراد محجوب الذي مثل تونس في نهائيات 85 غابت تونس عن المواعيد الدولية الهامة فيما يتعلق لمنافسات الشبان وهذا المنتخب بالذات الذي حقق نقلة نوعية منذ يومين في القاهرة كان منذ أيام فقط مجرد شبح والنتائج أكبر دليل على ذلك مثل الهزائم العديدة في الوديات في تونس بالذات أمام الكوت ديفوار والمغرب والبداية المحتشمة جدا أمام السينغال في المنزه... فماذا تغير في هذا المنتخب؟ الملاحظة الهامة الأولى التي لا بد من ذكرها هي أن أحوال المنتخب قد تغيرت من النقيض إلى النقيض منذ التحاق نبيل معلول باطاره الفني وهذا ليس تشكيكا في قيمة خميس العبيدي الفنية التي يجمع حولها الجميع والذي حقق لتونس ميدالية ذهبية في الألعاب المتوسطية بل يدخل في اطار انصاف المجتهدين واعطاء كل ذي حق حقه، فالمدرب معلول المعروف بالنزاهة وعدم المجاملة تمكن من فرض بعض اللاعبين الذين كانوا غير مرغوب فيهم وقطع خيط المجاملة في المنتخب وأصبح البقاء للأفضل لأنه والحقيقة تقال كان وجود بعض اللاعبين في القائمة الأولمبية الدولية فيه الكثير من المجاملة وكم من لاعب ليس له أي مكان في فريقه ولكنه دائم الحضور في المنتخب. الخلوفي أفضل مثال أفضل مثال على غياب المجاملات في المنتخب الأولمبي كان التعويل على جاسم الخلوفي حارس مستقبل المرسى كأساسي وهو الذي لم يكن موجودا حتى على مقعد البدلاء وقد كان لهذا الحارس الفضل في عودة الروح للمنتخب الأولمبي خاصة في لقاء نيجيريا الصعب والمصيري (رغم أنه كان في شبه اجازة في لقاء القاهرة) وغير الخلوفي كثيرون فالمتألق عصام جمعة والذي كان أحد أفضل اللاعبين في لقاء القاهرة يعود الفضل في الاعتماد عليه إلى معلول ومجدي تراوي وصابر الطرابلسي وغيرهما. فرض الانضباط العلامة الأخرى المميزة في مسيرة المنتخب حاليا هي بالتأكيد مسألة الانضباط والتي أكد عليها المصريون كثيرا بعد لقاء الأحد الفارط إذ أكد المصريون أن تونس انتصرت بفضل انضباط لاعبيها على الميدان والاستبسال في الدفاع عن الراية الوطنية ويذكر أن ابعاد أحمد الحامي القائد السابق للمنتخب وحل في هذا الاطار حسب مصدر مقرب جدا من المنتخب الأولمبي وقال نفس المصدر أن اللاعب المذكور تعود سابقا على التدخل في بعض الجزئيات التي لا تعنيه مثل مراكز بعض اللاعبين الانضباط بدا واضحا أيضا في ما يتعلق بمردود بعض لاعبي المنتخب الأول الذين كانوا يعتقدون أن النزول الى المنتخب الأولمبي لا يليق بسمعتهم وإذا بابناء العبيدي يتألقون في نيجيريا في غياب أغلب عناصر منتخب الأكابر وكان ذلك بمثابة الرسالة مضمونة الوصول الى «النجوم» كما أصبح المنتخب يلعب بجرأة كبيرة (ثلاثة مهاجمين في مصر بالذات) وهذا ما لم نألفه اطلاقا. تونس هي الأقرب لكن الآن بعد الانتصار أمام مصر في الاسكندرية بالذات يبدو أن حظوظ المنتخب في الوصول الى النهائيات بأثينا أصبحت وافرة خاصة أن المنتخب السينغالي تنتظره مهمة شاقة جدا إن لم نقل مستحيلة في مصر لأن هذا الأخير يعد من أفضل منتخبات القارة ان لم يكن أفضلها على الاطلاق اذا عاد الى مستواه الحقيقي ولحسن حظ زملاء المولهي أننا واجهناه في هذا الظرف بالذات لأنه يمر الآن بصعوبات كبيرة وبأزمة ثقة. ومن أهم مشاكل المنتخب المصري أنه بلغ درجة الامتياز في كأس العالم للأواسط قبل الفارطة وتحول لاعبوه فجأة الى نجوم الأهلي والزمالك والاسماعيلي وكانت مشاركته سلبية جدا في الألعاب الافريقية الأخيرة ورغم ذلك رفضت الجامعة المصرية الاستغناء عن المدرب شوقي غريب. لكن الآن وبعد الهزيمة «المذلة» أمام تونس من المنتظر أن بتخلي المدرب عن قيادة المنتخب الأولمبي المصري ومن المنتظر أن تعطي هذه الرجة النفسية أكلها ولذلك من شبه المستحيل أن تهزم السينغال مصر في القاهرة وهو ما نتمناه فعلا لأن المنتخب المصري خرج من السباق.