ست بطولات متتالية يضيفها الترجي الى سجله الذهبي، والسابعة في طريقها الى مركب حسان بلخوجة بما ان فريق باب سويقة احرز على اللقب الشرفي لمرحلة الذهاب من بطولة الموسم الكروي 20032004 .. ست مرات متتالية يفشل الفريق نفسه في الظفر بتاج امجد الكؤوس الافريقية للأندية، كأس رابطة الابطال الافريقية... هذه الكأس التي ينشدها كل الترجيين باعتبارها ستكون «تأشيرة» العبور للمشاركة في كأس العالم للأندية. وبين هذا وذاك نتأكد من حقيقة مفادها ان الترجي يظهر بوجه متميز في البطولة المحلية وبوجه آخر اقل من المتوسط اثناء مشاركته في الكأس القارية، رغم ان التركيبة الترجية حافظت على اغلب عناصرها الاساسية. عندما نتصفّح الماضي القريب للفرق نتبين ان الترجي فرض سيطرة مطلقة على البطولة الوطنية خلال المواسم الستة الاخيرة، مكنته من الحصول على ثلاثة «أسود» وثلاثة «نسور» عن جدارة بعد ان هرب على منافسيه منذ الجولات الاولى لمرحلة الذهاب، وبذلك ضيق الخناق على بقية الاندية التونسية فأفقدها كل امل في التراهن على اللقب... نفس السيناريو تجدد هذا الموسم، رغم ان البطولة لم تدرك بعد سوى مرحلتها الاولى لتبقى كل الاحتمالات واردة حتى الجولات الاخيرة... الترجي توج بطلا شرفيا لمرحلة الذهاب لكنه في المقابل فشل منذ اسابيع قليلة في الفوز بلقب كأس رابطة الابطال الافريقية بعد انسحابه منذ الدور نصف النهائي. هذه المفارقة الكروية العجيبة تؤكد وجود «هوة» عميقة بين البطولة الوطنية وكأس رابطة الابطال الافريقية، وهذا هو الدليل.. ففي تونس، الترجي يأتي على «كل من هبّ ودبّ» بسبب غياب المنافسة من بقية اندية القسم الوطني «أ».. لذلك فإن اغلب المقابلات يكون مستواها الفني تحت الصفر بكثير... مما جعل البعض يتهم البطولة بأنها المتسبب الاول في ما حصل للترجي خلال هذه المسابقة القارية. لكن علينا ان ندرك جيدا ان «الاجواء الافريقية» كانت ايضا من بين اهم الاسباب المباشرة التي تسببت في اخفاق شيخ الاندية التونسية في الحصول على اغلى تاج قاري للاندية... نستنتج ذلك من خلال ما نسمعه وما نشاهده قبل المباراة واثناءها وبعدها من لقطات مقرفة وصور قاتمة في بعض الاحيان، لا تمت للرياضة والروح الرياضية بصلة... الى الحدّ الذي اصبحت فيه بعض البقع السوداء عالقة بكرة القدم الافريقية خاصة تلك التي تتعلق بالتحكيم الذي تسبب عديد المناسبات في انسحاب الترجي سواء بعدم منحه ضربات جزاء واضحة او الانحياز شبه التام للفريق المنافس... هذه النقطة طالت في الحقيقة كل الفرق التونسية التي شاركت في مختلف المسابقات القارية... غير ان تدهور مستوى البطولة الوطنية ورداءة الاجواء الافريقية لا يحجبان اطلاقا بعض الثغرات التي تتحمل مسؤوليتها عديد الاطراف الترجية. ما يعاب على الترجي ان فشل الترجي في كأس رابطة الابطال الافريقية، كان ايضا نتيجة جملة من الهفوات الادارية والفنية اضافة الى بعض الاخطاء الفردية.. من جهتها اخطأت الهيئة المديرة كثيرا عندما فرّطت في هداف الفريق «كانديا تراوري» مقابل انتداب لاعبين ليس لهم ما يضيفوا للفريق... الاطار الفني يتحمل بدوره جانبا هاما من الانسحاب بسبب عدم نجاعة بعض الخطط التكميلية وتشريكه لعناصر فقدت الكثير من امكاناتها البدنية والفنية هذا الموسم... كما ان غياب الانضباط لدى بعض اللاعبين فوق الميدان وخارجه اثّر سلبا على نتائج الفريق خاصة في المقابلات الهامة (الانذارات المجانية، الاقصاءات..). ما يحسب للترجي لعل النقطة الايجابية الوحيدة التي خرجنا بها اثر انسحاب الترجي من كأس رابطة الابطال الافريقية في المناسبات الستة الأخيرة، هي ان الفريق لم يستسلم للهزيمة وعمل بتلك الحكمة التي تقول «ليس العيب في ان نسقط بل العيب ان نبقى حيث سقطنا»... وبذلك اثبت فريق «الدم والذهب» انه ليس من طينة الأندية التي تدخل في ازمة بمجرد الانهزام في مباراة لحساب البطولة المحلية او الانسحاب من مسابقة قارية... فرغم العثرات والخيبات لا قرارات متسرعة ولا هم يحزنون. الكأس آتية لا ريب فيها «فقط» لا تيأس يا جمهور الترجي لان الكأس آتية لا ريب فيها... وان «المكشخة» ستحرز على كأس رابطة الابطال الافريقية عاجلا ام آجلا وستشارك في كأس العالم للأندية رغم انف الجميع..