«الترجي لم يكن مجرد فريق لذلك فإن تسييره أعسر حتى من تصريف شؤون وزارة». ذلك ما قاله النائب السابق للترجي عبد الرحمان الهيلة وما يؤكد المكانة التي يحظى بها الاحمر والاصفر منذ ظهوره للوجود يوم 15 جانفي 1919 كأول فريق تونسي دما ولحما عن طريق مؤسسه محمد الزواوي ذي الاصول الجزائرية السورية (مثلما يؤكده الترجيون). اليوم بلغ «شيخ الاندية التونسية» 91 عاما ولكنه ليس بشيخ!!! إنما الشيخ من يدب دبيبا!! أما الترجي فيتوقد فتوّة وقوة مع مرور الزمن... وبهذه المناسبة اخترنا لاحباء الترجي وكرة القدم التونسية عموما شذرات من مسيرة هذا الفريق العريق: 1939: بداية كتابة التاريخ أول الغيث قطرة فبعد الفترة المالية الصعبة التي عاشها الترجي ظل صامدا وحقق أول تتويج له بلقب الكأس خلال موسم 1938 1939 وكان الترجي يضم آنذاك الاسماء البارزة على غرار المولدي والعروسي... ثم ظفر الفريق بلقب البطولة خلال موسم 1941 1942 قبل أن تتلاحق التتويجات بداية من مرحلة الاستقلال. من يحطم رقم التلمساني؟ سجّل اللاعب السابق للترجي والمنتخب الوطني عبد المجيد التلمساني خلال موسم 1958 1959: 32 هدفا وقد ظل هذا الرقم صامدا الى اليوم وعبد المجيد التلمساني ليس إلا والد الهداف المعروف زياد التلمساني الذي فاز بدوره بلقب أفضل هداف للبطولة الوطنية موسم 97 98 ب15 هدفا (مناصفة مع عبد القادر بلحسن). 13 مناسبة فاز لاعبو الترجي بلقب الهداف في 13 مناسبة وكانت كالآتي: عبد المجيد التلمساني موسم 58 59 (32 هدفا). عبد المجيد التلمساني موسم 59 60 (22 هدفا). الشاذلي العويني موسم 74 75 (24 هدفا). زبير بوغنية موسم 74 75 (24 هدفا). رياض الفاهم موسم 81 82 (13 هدفا). نبيل معلول موسم 87 88 (14 هدفا). كيناث ماليتولي موسم 93 94 (14 هدفا). سامي العروسي موسم 96 97 (14 هدفا). زياد التلمساني موسم 97 98 (15 هدفا). علي الزيتوني موسم 99 2000 (19 هدفا). كانديا تراوري موسم 2001 2002 (13 هدفا). أمين اللطيفي موسم 2005 2006 (16 هدفا). مايكل إينرامو موسم 2008 2009 (18 هدفا). شبح النزول عاش الترجي الرياضي التونسي خلال موسم 1962 1963 على وقع أزمة حقيقية عندما صارع من أجل ضمان البقاء وخرج بأعجوبة من عنق الزجاجة بفضل الاهداف المقبولة والمدفوعة بعد التساوي في عدد النقاط (41 مقابل 41) مع فريق الضاحية الجنوبية (حمام الانف). العويني مثال يحتذى أكدت بعض المصادر الترجية أن المهاجم السابق للفريق الشاذلي العويني قد يكون مثالا فريدا من نوعه بما أنه لم يتحصل ولو على إنذار واحد طيلة مشواره الكروي مع الاحمر والاصفر... وهو ما يؤكد أن القلعة الحمراء والصفراء بقيت مدرسة أخلاقية وتربوية عبر الزمن. أحداث 1971 ومجيء بلخوجة مباشرة وإثر أحداث جوان 1971 في ذلك النهائي الشهير بين الترجي والنادي الرياضي الصفاقسي فكر الرئيس السابق الحبيب بورڤيبة في وضع الترجي بين أياد أمينة واختار لرئاسته أحد المقربين منه وهو السيد حسان بلخوجة وقد تقبلت الاوساط الترجية آنذاك مجيء الرجل بارتياح كبير لانها كانت ترى فيه واحدا من المسؤولين الناجحين. اعتراف بالجميل تعترف العائلة الترجية بمزايا كثيرة للسيدة وسيلة بن عمار على الترجي حيث كانت «تعطف عليه عطفا بالغا رغم انتمائها لعائلة محسوبة على فريق آخر» وهو ما أكده المسؤول السابق بالترجي السيد عبد الرحمان الهيلة (نائب رئيس سابق بالترجي). أعمدة الاحمر والاصفر عرف الترجي خلال مسيرته الطويلة عدة شخصيات باتت تمثل رموزا في العائلة الترجية ولعل أبرزهم على الاطلاق: محمد الزواوي الهادي القلال الشيخ محمد الناشي حسن بن زكور حمادي بن عشام هذا بالاضافة الى الرئيس الرمز الشاذلي زويتن الذي أهدى اللونين الاحمر والاصفر للترجيين عام 1924 وقد مثل زويتن الترجي كلاعب وكمسؤول وكرئيس ثم نجد أيضا حسان بلخوجة والهادي الجيلاني والمنذر الزنايدي وسليم شيبوب وصولا الى الرئيس الحالي حمدي المدب. المشاركة في الحركة الوطنية «لا إلاه إلا الله» ذلك ما كان شباب الترجي يردده في فترة الاحتلال الفرنسي المقيت إيمانا منهم بأن انتصارات الترجي هي انتصارات ضد غطرسة المستعمر الفرنسي. الريادة في علاقات التوأمة أحدث نجاح تونس في مونديال 1978 بالارجنتين قفزة هائلة في أجواء الكرة التونسية وهو ما جعل أهلي جدّة يسارع في الظفر بخدمات الفتى الذهبي لكرة القدم التونسية طارق ذياب... وقد تحول الامير عبد الله الفيصل ومعه الامير محمد العبد الله الفيصل رئيس مجلس أهلي جدة (مارس أفريل 1979) الى تونس حيث وقع الترجيون معاهدة توأمة مع شقيقهم أهلي جدة ويؤكد «الترجيون» على «أنها العملية الاولى من نوعها في تونس». ثلاث ليال رهيبة!!! عاش الترجيون على وقع ثلاث مناسبات أليمة كانت الاولى عام 1963 عندما غادرهم الرئيس الرمز الشاذلي زويتن في حادث مروّع... والليلة الثانية يوم فارقهم المرحوم حسان بلخوجة يوم 28 نوفمبر 1981 عند باب مستشفى الرابطة وكان ذلك اليوم حسب ما يؤكده الترجيون السبت 28 نوفمبر 1981 وكان من المفترض في يوم الغد (الأحد) أن يلتقي الترجي بالافريقي. أما الليلة الثالثة فكانت بتاريخ 4 جانفي 1997 عندما ودّعت العائلة الترجية «قلب الأسد» الهادي بالرخيصة الذي توفي وهو يدافع عن اللونين الاحمر والاصفر ضد ليون الفرنسي في مباراة ودية. الترجي جسر تواصل بين المغرب والمشرق في عام 1980 كان للترجي شرف تنشيط دورة رباعية أقيمت بالقاهرة بمشاركة كل من نادي الاهلي والزمالك والترسانة وقد تابع مقابلات الترجي ما لا يقل عن 100 ألف متفرج أمام الاهلي. ثم تحول الترجي الى السعودية وتبارى مع نادي أهلي جدة. الأمير... «يفعل فوق الميدان ما يشاء»... ذلك ما قاله عنه الهداف الفرنسي الشهير «لافونتان» عام 1978 خلال مشاركة منتخبنا في نهائيات مونديال الارجنتين فطارق ذياب موهبة فطرية تشكل بمفردها حقبة من تاريخ الكرة التونسية والتحق طارق بالفريق الأول وهو دون 17 عاما. أول تونسي بطل إفريقيا كان حمادي حشيشة وراء بعث فرع الجيدو بالترجي في 19681969 وكان قد تحصل على أول بطولة إفريقية وهو ليس إلا والد بطل إفريقيا أيضا اسكندر حشيشة وتألق فرع الجيدو أيضا من خلال حصول أنيس الونيفي على بطولة العالم. رمز كرة اليد يُعدّ منير الجليلي اسما كبيرا ليس في كرة اليد التونسية فحسب وإنما العربية والعالمية وقد حصد 8 بطولات و7 كؤوس متتالية وأربع بطولات عربية من 1967 إلى 1983.. هذا بالإضافة إلى المنصف بسباس وخالد عاشور وفوزي الصبابطي والناصر الجلجلي ومحمد الأسود ورشيد اليونسي وصولا إلى اللاعبين الحاليين مثل عصام تاج ووسام حمام. الأب الروحي للطائرة التونسية السيد حسين بلخوجة (أو زيزي) هو أحد مطوري الكرة الطائرة في 19551956 وهي الرياضة الموجودة في صلب الترجي منذ 1944 وكان رمزا للعطاء والوفاء ويكفي أنه يوم مقابلة قليبية كسر الجبس وانضم إلى الترجي وحول هزيمة ب(20) إلى انتصار باهر (32) ويعتبر بلخوجة الأب الروحي للطائرة الترجية والتونسية عموما.. هذا بالإضافة إلى عدة أسماء أخرى على غرار رؤوف شيخ روحه ويوسف بسباس وسمير التبرسقي وصولا إلى محمد البغدادي الذي بلغ العالمية عندما تم تصنيفه من بين أفضل لاعبي العالم بطوكيو. «غواصة» ترجية.. بسطت مريم الميزوني سيادتها المطلقة على إفريقيا انطلاقا من 1973 وعمرها انذاك 16 عاما فحسب متفوقة في كل الاختصاصات تقريبا. عامر.. بطل إفريقيا يشكل عامر الدريدي مع خليفة بن ناصر حجر الأساس المتين الذي بني عليه فرع المصارعة بالترجي وهو بطل إفريقيا. ...وللملاكمة نصيب كما تألق الترجيون في الملاكمة التي مثلها بنجاح لطفي بالخير وخميس الرفاعي ورؤوف الحربي وغيرهم كثير. شذرات... فحسب هذه شذرات من إنجازات كبيرة حققها الترجي الذي ظل أفضل ممون للفرق الوطنية في مختلف الاختصاصات دون استثناء وفي مختلف المراكز والأسماء عديدة وفي مقدمتها منتخب كرة القدم من خلال فدّو وطاسكو وبن عزالدين والتلمساني وبن مراد وتميم وطارق وبن يحيى ومعلول والواعر والقابسي والجعايدي وبدرة.. 61 عاما أصبح السيد عامر البحري رمزا حقيقيا في العائلة الترجية فهو قضى 61 عاما إلى حد اللحظة في أحضان الأحمر والأصفر كرياضي سابق وصحفي ومسير محنك قادر على فك شفرات أكثر القضايا تعقيدا. هذا بالإضافة إلى الخدمات الجليلة التي قدمها المرحوم عبد الرحمان الهيلة طيلة 10 سنوات (19711981) في خطة نائب الرئيس وغيره من المسؤولين... حلم واحد... أكد كل من السيد بادين التلمساني نائب الرئيس حاليا والسيد عامرالبحري الكاتب القار بالترجي ل«الشروق» بهذه المناسبة أنهما يفاخران بالانتماء إلى العائلة الترجية العريقة وأن الترجي عازم على حصد الألقاب وفي مقدمتها رابطة الأبطال الإفريقية والذهاب إلى المونديال.