في الفترة الأخيرة، اختصت الروائية الكبيرة أحلام مستغانمي في كتابة مقالات حول نجوم الفن والسينما، فكتبت عن نور الشريف الذي انتفض من مكانه مصعوقا لمجرد أن أكتشف عنوان كتابها الأخير، عابر سرير. وبعد أن انتفض كالممسوس. قبّل جبينها عرفانا واحتراما! ثم كتبت عن لطيفة العرفاوي التي طاردتها، مباشرة وعبر الأصدقاء حتى تظفر بلقاء معها، بعد أن اكتشفت رواياتها وأسلوبها وعمقها! وقبلها كتبت عن كوثر البشراوي، المذيعة التي تعجبها ثقافتها وأيضا عبائتها! وكان ينتظر أن تواصل الكاتبة الشهيرة، هذا الاختصاص لتكتب عن عمرو ذياب أو أليسا أو هندية وغيرهم كثير لكنها حادت عن طريق النجوم، لتتحف قراءها بمقال عن الرئيس العراقي صدام، الذي لم تترك شتيمة، إلا ووجهتها اليه، ولم تترك سبابا إلا وقذفته به خصوصا أنه لم يستمع لحاكم البلاد التي تكتب منها مقالاتها القصيرة ولنصائحه التي لو هو أخذ بها لم تم هذا الذي تم! ولعل الشيء الوحيد الذي أكدته الكاتبة الكبيرة لهذا المقال الذي لا يليق حتى أخلاقيا، لما فيه من ثلب لا يقدم ولا يؤخر، وما فيه من هجاء لا ينفع لا وطنا ولا أمة، هو أن السقوط يبدأ على مراحل وأن القلم الكبير اذا ما بدأ بالخزعبلات الفنية، ينتهي حتما بالدروشة السياسية أما اذا جعل من التملق مهنة ومن المديح رزقا، ومن الهجاء سلاحا، فإن فوضى الحواس تنتهي بفوضى في الرأس كما ينتهي عابر السرير الى عابر سبيل، يتسوّل ويشحذ تارة باستجداء المحسنين، وطورا بسب وبشتم من لم يعره اهتماما! ولقد صدق حقا من وصف هذا الزمان بأنه زمن السقوط!