أطلق كهل النار على نفسه قبل أيام بمنطقة ثماد من معتمدية سبيبة (ولاية القصرين) في محاولة للانتحار لكن الأطباء نجحوا في انقاذ حياته. وتبيّن أن هذا الكهل البالغ عمره سنة (وهو متزوج وأب لعدد من الأبناء) استغل في تاريخ الواقعة غفلة أفراد عائلته فتسلح ببندقية صيد (كان ورثها عن والده) وانتحى مكانا منزويا حيث أطلق النار على نفسه. وقد استمع أقاربه وجيرانه الى صوت الطلقة النارية فلما هرعوا لاستجلاء أمرها عثروا على الكهل فاقداوعيه وقد سالت الدماء من بطنه فنقلوه بسرعة الى أحد المستشفيات حيث اتضح أن الطلقة كانت محشوة بمادة «الرش». وقد نجح الأطباء في استخراج ما يزيد عن حبة من تلك المادة وهو ما ساعد على ابعاد المصاب مبدئيا عن مرحلة الخطر رغم قرار الاحتفاظ به داخل قسم العناية المركزة ريثما ينأى تماما عن دائرة الخطورة. ولا يمكننا الجزم بأسباب تفكير المصاب في الانتحار سيما وأن الأبحاث التي أذنت النيابة العمومية بإجرائها لا تزال في بدايتها ولكننا نورد بكل احتراس رواية شاعت في الجهة مفادها أن المصاب أحس بأن أحد أقاربه ظلمه في أمر ما وهضم حقه لكنه عجز عن محادثته أو مواجهته فالمعلوم في مثل هذه الجهات الريفية أن الأصغر سنا يحترم قريبه الذي يكبره ويخجل أحيانا حتى من مجرد النظر في عينيه. وقد يكون المصاب أسر لبعض المقربين منه بأحاسيسه وبتفكيره في قتل نفسه دون أن يتوقع أحد أن يكون جادا في كلامه.