يمر الانسان في هذه الحياة بالرخاء والشدة، بالسعادة والحزن، بالسراء والضراء، والمؤمن في كل هذا تجده معلقا بالله لا يبغي ان اصابه خير، بل يشكر ويحمد مولاه ويسأله المزيد في الدنيا والاخرة، ولا يجزع ان اصابه شر بل يسارع الى ربه داعيا راجيا ومستغيثا. فالدعاء من اعظم الاسباب لحصول مقصود الانسان، سواء أكان المراد منه جلب منفعة ام دفع مضرة، وقد فطر الله الناس على التوجه له والتضرع اليه، ولا أدل على ذلك من ان كفار قريش كانوا اذا نزل بهم الضر او وقعوا في محنة اتجهوا الى الله وافردوه بالدعاء ولم يشركوا معه في هذه الحالة أحدا، يقول سبحانه «قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن انجانا من هذه لنكونن من الشاكرين* قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم ا نتم تشركون».