تزدحم السلع بسوق المنصف باي وتتراصف لُعب الصغار وملابس واجهزة الكترونية مختلفة من المذياع الى شاشات التلفاز العملاقة الى اجهزة الفيديو واجهزة الالتقاط. ما يشد انتباهك اكثر ان بعض الباعة استنجد باجهزة الاعلامية وخصص ركن من محلّه الضيق لحاسوب يعينه في عمله. هذا غزت الاعلامية مثل هذا المكان وقتلت فيه شعبيته ورائحته الاصيلة وبعيدا عن ذلك هل استفاد تجار سوق المنصف باي من صحاب الشهائد والمختصين في قطاع الاعلامية؟ ما يلاحظ أن هؤلاء التجار تحيلوا على ضيق المكان فتوسلوا بحواسيب متطوّرة صغيرة الحجم. يقول حمادي وهو بائع بسوق المنصف باي اختص في بيع الهوائيات واجهزة الالتقاط: «أدخلنا الاعلامية للمحل منذ عامين تقريبا من اجل تسهيل العمل اذ يساعدنا في برمجة المعلومات من اجل فتح هذه القناة او تلك انها شكل من اشكال تطوير وترقية البرمجة (باتشنيغ) التي تتجدد من يوم الى آخر». ويؤكّد حمادي ان عمله هذا لم يتطلب منه أية شهائد علمية في مجال الاعلامية ولا اي تكوين معيّن فاستغلال الحاسوب هنا لا يتعدّى وظائف محدّدة لا تتجاوز «الباتشينغ». رغم ذلك فإن البعض الاخر من الباعة يرفض مثل هذا التعامل السطحي مع اجهزة الاعلامية. يقول عبد الباسط وهو تاجر بنفس السوق: «نفكّر بجد في الاستفادة من الحاسوب تمام الاستفادة بانتداب احد المختصين في قطاع الاعلامية، إن الاضافة التي سيقدمها مثل هذا المختص الذي بحكم دراسته لا يتعامل مع اجهزة الاعلامية بمثل السطحية التي يتعامل معها غيره، ستمكّننا من تطوير خدماتنا». إن مثل هؤلاء التجار بمقدورهم المساهمة في حل معضلة بطالة اصحاب الشهائد او الذين تلقوا تكوينا في مجال الاعلامية.