صراع شديد تشهده الساحة المسرحية في تونس ومحوره نقابة المهن الدرامية التي يسيطر عليها أساتذة المسرح والذين يطعن في شرعيتهم محترفو المسرح من غير خرّيجي المعهد العالي للفن المسرحي. كان من المنتظر أن يعقد مؤتمر نقابة المهن الدرامية يوم الأحد الماضي لكن المكتب الحالي للنقابة لم يعلم كل المنخرطين وخاصة منهم المحترفين في الجهات وحتى في تونس العاصمة، المحترفون تفطّنوا لعملية الالتفاف واتصلوا بالاتحاد العام التونسي للشغل وطعنوا في شرعية المؤتمر.. الاتحاد استجاب لهذا الطعن وأجّل موعد انعقاد المؤتمر الى حين الحسم في النزاع الدائر بين الطرفين. مساء الثلاثاء 27 جويلية الجاري انتظم لقاء بفضاء «الفتح» بباب سويقة حضره جمع من المسرحيين المحترفين على غرار ليلى الشابي وسهام مصدّق وتوفيق البحري وعبد المجيد لكحل وفيصل بالزّين ومحمد العوني إضافة الى حسن المؤذن وكمال العلاوي وهو الثنائي الذي أشرف على هذا اللقاء. اللقاء أخذ صبغة إخبارية حيث قدم المسرحي حسن المؤذن خلاصة أحداث هذا الأسبوع والمتعلقة بالمؤتمر وفحوى الاتصالات مع الاتحاد العام التونسي للشغل وأيضا مع بعض أعضاء المكتب التنفيذي لنقابة المهن الدرامية. من أهم النقاط التي طرحت في هذا اللقاء هو عدم شرعية المكتب الحالي باعتباره يتكون في أغلبيته من أساتذة المسرح ومن أصحاب شركات مسرحية خاصة وهو وضع غير شرعي باعتبار أن أصحاب الشركات مكانهم الطبيعي اتحاد الصناعة والتجارة والأساتذة ينتمون الى القطاع العام ولهم النقابة الوطنية للتعليم الثانوي وبالتالي فإن أعضاء مكتب نقابة المهن الدرامية يجب أن يكونوا من المتفرّغين للعمل المسرحي. المسألة لم تتوقف عند هذا الحد، بل ان الحضور في هذا اللقاء شكّك أيضا في شرعية حصول الأساتذة على بطاقة احتراف باعتبار أنهم يمارسون مهنة التدريس وهذا من التجاوزات التي طرحناها نحن في «الشروق» منذ فترة، وليس هذا فقط فإن لقاء المسرحيين المحترفين كان فرصة لإثارة عديد التجاوزات التي قامت بها الادارة المعنية في صلب وزارة الثقافة، ومنها قضية الدعم على الانتاج والترويج والذي كان يتسم بالمجاملة والمحاباة وعدم العدل بين كل الأعمال وهو ما شدّد عليه المتدخلون في هذا اللقاء. المجتمعون اتفقوا على توجيه عريضة الى وزير الثقافة تكون ممضاة من قبل أصحاب الهياكل المسرحية المحترفة وأصحابها من المتفرغين للعمل المسرحي، كما اتفقوا على الاتصال مجددا بأعضاء المكتب الحالي لنقابة المهن الدرامية لإيجاد حل توافقي، وفي صورة عدم إيجاد حل فإن الحل سيكون في بعث نقابة خاصة بالمتفرغين.. تطورات منتظرة ومن المرجح أن تشهد الساحة المسرحية تصعيدا في المواقف.