منذ سبع وثلاثين سنة بدأ حلما.. ليصبح فعلا إبداعيا جادا.. المهرجان الوطني لمسرح الهواة بقربة رافد أساسي ورئيسي في مسيرة وثراء وتنوع المسرح التونسي بكل مشاربه واتجاهاته ومضامينه ورموزه. قربةالمدينة الساحلية الجميلة تحوّلت منذ سبع وثلاثين سنة الى «محجة» سنوية للباحثين عن مكان تحت شمس الابداع المسرحي.. محطة رئيسية لكل من يروم التأسيس ثم التأثيث لمسيرة إبداعية مسرحية تحاكي الواقع وتكتب للحياة في أبهى مظاهرها.. أسماء عديدة وفرق لهواة أحبوا وعشقوا الفن الرابع فاجتهدوا وأمكن لهم بعد ذلك كسب الرهان انطلاقا من قربةالمدينة التي اختارت أن تكون سنويا عاصمة مسرح الهواة. انطلاقا من مهرجان قربة سطعت فرق مسرحية من باجة والقيروان ودوز ودوار هيشر وجندوبة والكاف وقابس والقائمة طويلة. ومن مهرجان قربة ظهرت أسماء أصبح لها حضور فاعل ومؤثر في المشهد المسرحي التونسي. محطات تاريخية على امتداد مسيرته عرف المهرجان الوطني لمسرح الهواة بقربة عديد المحطات حيث كانت البداية سنة 1964 حيث كانت المبادرة بتأسيس هذا المهرجان ليأخذ توجّها جهويا منذ 1966 وفي سنة 1968 أصبحت له صبغة وطنية. في سبتمبر الموعد القادم دأب المهرجان الوطني لمسرح الهواة بقربة على التنظّم سنويا في مثل هذه الفترة غير أنه اختار هذا العام موعدا استثنائيا اعتبارا للحراك الذي تعيشه بلادنا منذ ثورة 14 جانفي ولتزامن هذا الموعد مع حلول شهر رمضان المعظم فكان أن تقرّر تنظيم الدورة 37 لهذا المهرجان انطلاقا من 3 سبتمبر القادم بعد أن تمّ انتخاب هيئة مديرة جديدة للمهرجان برئاسة الاعلامي الكبير وزميلنا العزيز رئيس تحرير السابق بجريدة «الشروق» ورجل المسرح حسن حمادة.. هذه الهيئة شرعت في الاعداد للدورة الجديدة التي ستكون حتما استثنائية برامج واختيارات ومضامين تماشيا وروح ثورة تونس التي أنهت الاستبداد وانتصرت للحرية.