أمام جماهير غفيرة احتضنها مسرح الهواء الطلق بسيدي الظاهر بسوسة وفي عرض رائع نال إعجاب الحضور قدّم الثنائي عبد القادر دخيل ولسعد عثمان عملهما المسرحي الجديد «زنڤة زنڤة» ليلة أول أمس ضمن فعاليات «أيام أوسو الثقافية» التي تعتبر أول مولود ثقافي بالجهة بعد الثورة جاء ليثري المشهد الثقافي ببادرة خاصة من النيابة الخصوصية لبلدية سوسة التي تشرف علي هذه الأيام وتنظمها. المتتبع لمسرحية «زنڤة زنڤة» يلاحظ دون أدنى شك إبداع الممثلين عند تناولهما المفهوم الخيالي للحرية بعد الثورة وإبرازهما لواقع مجتمعنا في التعامل مع بعضه البعض.. عبد القادر دخيل ولسعد عثمان ألهبا مدارج المسرح تصفيقا عند تعريتهما للوضع الذي كانت تعيشه بلادنا حيث تعرّضا لعدة فصول من أنواع الفساد الذي كان ينخر بلادنا مثل الرشوة والقمع البوليسي وما يدور بغياهب وزارة الداخلية والمراكز الأمنية وأيضا ما يجري خارج هذه «الأسوار» في علاقة مباشرة بين المواطنين وتفشي ظاهرة «الأكتاف».. وبطريقة سلسة تحول الثنائي «دخيل» و«عثمان» بالمتفرجين الي واقع بلادنا أثناء الثورة وبعدها متناولين المفهوم الخاطئ للديمقراطية والحرية لدى البعض من خلال تصرفات خاطئة مثل بعض الاعتصامات المضرة باقتصاد بلادنا والتعامل اللاحضاري واللامسؤول مع أعوان الأمن. أول ظهور للسعد عثمان في سوسة قبل انطلاق العرض انتبهنا لتأثر واضح وجلي على وجه الفنان لسعد عثمان الذي أفادنا أنه سيعتلي ركح مسرح سيدي الظاهر لأول مرة في حياته بعد أن تمّ حرمانه منه منذ أكثر من 20 سنة لما أراد آنذاك المشاركة ضمن مهرجان اندثر الآن وهو مهرجان الفكاهيين العرب، وتحول من العاصمة خصيصا للمشاركة لكنه فوجئ بعدم ادراج اسمه ضمن المشاركين وقضى ليلته بحديقة عمومية أمام المسرح. عون أمن يقبّل «دخيل» من جبينه مباشرة إثر نهاية العرض تحوّل أحد رجال الأمن الحاضرين بالمسرح الى الفنان عبد القادر دخيل وقبّله من جبينه قائلا: «... يعطيك الصحّة ويرحم والديك..» ويعود سبب هذه اللقطة الى المشهد الدرامي الذي جاء ضمن مشاهد المسرحية والمتمثل في وجوب التعامل الجيد والحضاري مع أعوان الأمن لأنهم حماة الوطن.. مشهد درامي مؤثر دعّمه الممثلان بنصائح ولجت قلوب الحاضرين وألهبت أكفّهم تصفيقا.