تجدّدت المعارك العنيفة في العاصمة الصومالية أمس بعد هجوم واسع للقوات الحكومية على المتمردين بينما تواصل الجسر الجوي الدولي لانقاذ الصوماليين من المجاعة. قال مسؤولون وشهود عيان إن قتالا كثيفا اندلع أمس في العاصمة الصومالية مقديشو حيث شنت القوات الحكومية مدعومة من قوات الاتحاد الافريقي هجوما على معقل للمتمردين الاسلاميين. وأشار مسؤولون طبيون إلى إصابة عدد من المدنيين جراء القتال. وجاءت العودة القوية للمعارك في مقديشو غداة بدء برنامج الغذاء العالمي جسرا جويا طارئا لمساعدة العاصمة الصومالية التي مزقتها الحرب على توفير امدادات لآلاف الصوماليين الذين تتهددهم المجاعة بسبب موجة الجفاف التي تضرب القرن الافريقي. واندلع القتال قرب سوق رئيسي في مقديشو ومناطق أخرى حيث تبادل الجانبان نيران الرشاشات الكثيفة ونيران المدفعية. وقال شهود إن قوات الاتحاد الافريقي مدعومة بالدبابات عبرت طريقا كان بمثابة خط جبهة في الحرب مع متمردي حركة الشباب المتشدّدة حيث توغلت في منطقة سوق يكاد. وقال أحد سكان هذه المنطقة ان «القتال عنيف جدّا وإن دبابا تقوات الاتحاد الافريقي تنتشر بكثافة» مشيرا الى فرار السكان المتبقين في المنطقة. وتعتبر مواجهات الأمس الأحدث ضمن مسلسل الاشتباكات الدورية التي تقع بين القوات الحكومية المدعومة من قوات الاتحاد الافريقي و«حركة الشباب» التي تسعى إلى اسقاط الحكومة المدعومة من جانب الغرب وطرد القوات الافريقية. وحسب التقارير الاعلامية، فإن مقاتلي الشباب المنضوين تحت فكر القاعدة خسروا العديد من المواقع في الأسابيع والأشهر الأخيرة. وتأتي المعارك في الوقت الذي تعرف فيه الصومال موجة جفاف جعلت نصف السكان (أي نحو خمسة ملايين) في حاجة للمساعدة الغذائية العاجلة للنجاة من الموت.