تكثفت الضغوط والتهديدات الغربية للنظام السوري على خلفية أعمال العنف الجارية في مدينة «حماة» التي توشك أن تقطع الشعرة الأخيرة الرابطة بين دمشق والغرب. طالبت لندن وواشنطن بتصعيد الضغوط الدولية على سوريا حتى فرض عزلة على نظام الرئيس بشار الأسد الذي أكد بدوره أن بلاده قادرة على احباط أي مؤامرة خارجية. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس إن لندن تريد ضغطا دوليا أقوى على سوريا بما في ذلك من الدول العربية إلاّ أنه استبعد التدخل العسكري. عقوبات جديدة وصرّح في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية: «نريد المزيد من العقوبات... نريد أن يكون هناك ضغط دولي أقوى من كل الجهات... وبالطبع لكي يكون فعّالا لا يمكن أن يكون الضغط من الدول الغربية فقط وإنما يشمل أيضا الدول العربية وتركيا». وتابع «إن السعي الى اتخاذ اجراء عسكري ضدّ سوريا حتى بتفويض من الأممالمتحدة هو احتمال مستبعد. من جانبه وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعمال العنف في سوريا بأنها مروعة... كما وصف في بيان له المتظاهرين الذين خرجوا الى الشوارع في سوريا بأنهم «شجعان». وقال «سوريا ستكون أفضل في حال حدوث انتقال ديمقراطي». من جهته ندّد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه «بأقصى حزم ممكن» بمواصلة القمع في سوريا وقال إن ذلك غير مقبول وقال جوبيه «فرنسا تبدي قلقها البالغ حيال العمليات التي يقوم بها الجيش في حماة ودير الزور والبوكمال والتي أفيد أنها أوقعت حتى الآن أكثر من 100 ضحية». وأضاف «على المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين السوريين أن يعلموا أكثر من أي وقت مضى أنهم سيحاسبون على أفعالهم وأن فرنسا تودّ أكثر من أي وقت مضى في هذه الظروف المروعة أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته ويعلن موقفه بشكل قوي وواضح مثلما فعل مرارا الأمين العام للأمم المتحدة. وكانت ايطاليا قد أدانت هجوم الجيش السوري على مدينة «حماة» التي تشهد احتجاجات مستمرة ووصفت هذه الاعتداءات بأنها «فعل قمعي بشع»، على حدّ قولها. وعقد مجلس الامن الدولي جلسة مغلقة اللية الماضية لمناقشة التطورات في سوريا ويأتي ذلك في وقت يستعد فيه الاتحاد الأوروبي لتوسيع نطاق العقوبات ضدّ الحكومة السورية من خلال فرض تجميد أصول وحظر سفر خمسة أشخاص آخرين في سوريا. مؤامرة خارجية في المقابل أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده قادرة على احباط أي مؤامرة خارجية تستهدف زعزعة الوحدة الوطنية. وقال الأسد في كلمة عبر مجلة «جيش الشعب» بمناسبة الذكرى ال66 لتأسيس الجيش العربي السوري «إننا على يقين تام بأن تمسكنا بثوابتنا الوطنية والقومية يزيد حقد الأعداء علينا، لكننا في الوقت ذاته على ثقة مطلقة بأننا قادرون بوعي شعبنا وبوحدتنا الوطنية أن نسقط هذا الفصل الجديد من المؤامرة التي نسجت خيوطها بدقة وإحكام بهدف تفتيت سوريا تمهيدا لتفتيت المنطقة برمتها الى دويلات متناحرة. ونقلت وكالة الأنباء السورية عن الأسد قوله إن سوريا العربية شعبا وجيشا وقيادة اعتادت أن تشيد الانتصارات وتلحق الهزائم بأعداء الوطن والأمة... ونحن اليوم أكثر تصميما على متابعة نهج الكرامة بخطى واثقة تستند الى القدرات الذاتية. وخاطب الأسد القوات المسلحة قائلا لقد أثبتم للعالم أجمع أنكم الأوفياء لشعبكم ووطنكم وعقيدتكم العسكرية... ويكفيكم فخرا أنّ دماءكم الطاهرة وجراحكم النازفة وصبركم وإقدامكم وتصميمكم على تنفيذ مهامكم المقدسة قد قطع الطريق على أعداء الوطن وأسقط الفتنة وحافظ على سوريا وطنا أبيا عزيزا يحتضن جميع أبنائه».