وأكد محللون سياسيون أن الأزمتين في ليبيا وسوريا أصبحتا تمثلان ورطة كبيرة بالنسبة للإدارة الأمريكية وذلك لعدم قدرة واشنطن حتى الآن على تحديد مستقبل الأوضاع في هذين البلدين بشكل واضح أو رسم خارطة طريق تنتهي بنتائج حاسمة. ورغم أن العديد من المسؤولين الأمريكيين يرفضون تشبيه الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا بالاضطرابات المتصاعدة الجارية في الساحة السورية، إلا أن الوضعين يتشابهان بسبب أنه لا توجد حلول سهلة تلوح في الأفق يمكن أن تعول عليها واشنطن في المستقبل، ولاتزال المرحلة النهائية غير واضحة مما يعيق أي أمل في أن يحدث تدخل حقيقي مؤثر في أي من البلدين. ورأى المحللون أن الحرب في ليبيا أصبحت أشبه بالمستنقع بالنسبة للقوى الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة لاسيما بعد مقتل قائد الثوار العسكري عبد الفتاح يونس في ظروف غامضة وذلك قبل أن يتمكن الثوار من أحراز مزيد من المكاسب على أرض الواقع، حيث زاد هذا الحادث من مخاوف حدوث انشقاقات خطيرة في صفوف الثوار. وأما في سوريا فقد زادت حدة الموقف الأمريكي من تصاعد الأحداث بمرور الوقت وبدأت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والرئيس باراك أوباما يصعدان من لهجتمهما على مدى الأشهر الأخيرة. وقد وعد أوباما باستعمال كل الأدوات الإستراتيجية وآليات الضغط الاقتصادية والدبلوماسية لدعم عملية تحول وانتقال ديمقراطي في سوريا، وعلى الرغم من ذلك فليس من الواضح ما إذا كانت واشنطن قادرة على التأثير فعليًا في مجريات الأحداث داخل سوريا لاسيما وأن الإدارة الأمريكية تصر على إلغاء فكرة الخيار العسكري تمامًا من المشهد.