يقول ربّ العزّة بعد بسم اللّه الرّحمان الرّحيم {ثمّ استوى الى السّماء وهي دخان فقال لها وللأرض آتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} (11 + 12 فصّلت) صدق اللّه العظيم. تجلّى الخالق العظيم للسماء والأرض وهما في حالة دخان وذلك بعد الانفجار الأعظم الذي تحدثنا عنه سابقا وألقى إليهما بأمر للتكوين وبأن يأتياه طائعين أو مكرهين أي غصبا عنهما وهما لا تمتلكان القدرة على الرفض لأنهما تحت تأثير أسباب ونواميس وسنن فاعلة قدرها أحسن تقدير خالق متمكّن. فقالتا أتينا طائعين وبدأتا في التحول والتكون من حالة سحاب من دخان الى ما صارتا عليهما وكيف لا تأتيا طائعتين ومكوناتهما من ذرات وغازات هي مخلوقات طائعة من مخلوقات الأحد الصمد. ونعود الى علوم الفيزياء الفضائية التي يؤكد علماؤها أن السماء والأرض كانتا في فترة زمنية بعد الانفجار الأعظم في حالة دخان أي سحاب من الذرات الكثيفة وقد بدأت تلك الذرات وذلك السحاب في الدوران حول نفسه وحول بعضها البعض والاقتراب حتى الالتحام حول نقطة مركزية هي الشمس ثم تكونت الأرض وبقيت الكواكب المكونة للمجموعة الشمسية تدور وتحفر مسارات لها حتى صار ذلك السحاب كالاسطوانة حتى أصبحت على ما هي عليه. وصدق اللّه العظيم الذي قال: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم اللّه ينشئ النشأة الآخرة إن اللّه على كل شيء قدير} (العنكبوت: 44) صدق اللّه العظيم.