ما جرى ويجري هذه الايام في النجم الساحلي لا يتطلب عبقرية تذكر من المتابع لكي يستنتج بأن الأوضاع تفاقمت بشكل خطير وأن مصلحة الجمعية أصبحت مستهدفة من قبل أبنائها قبل «خصومها». انه ليس من باب كشف المستور الاقرار أن النجم يعيش فترة مخاض عصيبة كانت وليدة تراكمات ونزوات تجمعت مع بعضها لترمي به في أتون حارق والعيب في ذلك ليس في «جهة أجنبية» بل في من يدعون باطلا أنهم رجالاته. تصعيد خطير كل ما حدث في النجم على امتداد الايام القليلة التي عقبت رفض المنخرطين لبعض الفصول المنقحة في النظام الاساسي للجمعية وما نتج عن ذلك من تأجيل للجلسة العامة الخارقة للعادة جعل الأمور تعرف توتّرا وتصعيدا خطيرا دفع بفئة معيّنة من الأحباء الى التسلّح مجددا بورقة الفوضى الخلاقة واستعمال العنف اللفظي والمادي خلال اجتماع خلايا الاحباء بدار الثقافة حي الرياض بسوسة مساء السبت الماضي. «الصعايدة وصلوا» خلال الاجتماع المذكور وعلى غرار ما تعرفه الافلام المصرية من قصص «الثأر» عند الصعايدة شهدت دار الثقافة حي الرياض بسوسة صدامات بين خلايا الاحباء المجتمعين وفئة من الأنصار جاؤوا خصيصا لإفساد هذا الاجتماع حيث مزّقت اللافتات وكسّرت بعض التجهيزات وحدثت الاشتباكات وغير ذلك من مظاهر «الفتنة» الكبرى بين أنصار الجمعية الواحدة. ما حدث في هذا الاجتماع لا يمثل وصمة عار إضافية فحسب إنما هو مؤشر خطير لدى أركان النجم والعبث بصورته وكيانه. ظاهرة البلطجة اعتقد البعض في النجم خطأ أن تجنيد فئة معينة من الأحباء وتحديدا من «البلطجية» سيدعم موقفه ويثبته ويلمع صورته... فأنصار النجم ولا أذكر في هذا الباب الذين يقتطعون اشتراكاتهم حبا في الجمعية بل أولئك الذين يواكبون المقابلات ويحضرون الاجتماعات لأداء مهمة محددة وهذه الظاهرة يكاد ينفرد بها النجم دون سواه بعد استفحالها لتصبح بحق وصمة عار. أوقفوا هذه المهزلة عدد كبير ممن صادفونا في اليومين الماضيين ألحوا على وضع حد لهذه المهزلة التي شوهت صورة النجم وأساءت لصورته بعد ان تسارعت وتيرة المصادمات داخل صفوف الأحباء بنسق حثيث أعطى إشارة انطلاق رسمية لفتنة كانت موجودة (بل هي ركن أساسي وثابت منذ فترة ليست بالقصيرة) لم تكن لتبرز للعيان أو تفرض نفسها موضوع الساعة وقضية شائكة لو لم تحدث تلك الاعتداءات والعنف والفوضى في اجتماعات خلايا الأحباء مساء السبت الماضي. «الشروق» نبهت الى ذلك كنا نأمل ان لا يبلغ الأمر الى هذا الحد الذي يصبح فيه التشرذم والانشقاق امرا محتوما في صفوف أحباء وأنصار النجم. وقد حاولنا في «الشروق» التنبيه الى خطورة الوضع وبينا تلميحا تارة وتصريحا تارة أخرى ولكن بعض الأطراف أصرّت على المواصلة في طريق الخطإ غير عابئة بتداعيات ممارسات تجاوزت في بعض الحالات المنطق والمعقول. زبدة الحكاية لأن النجم الساحلي مكسب وطني ومؤسسة رياضية رائدة ليست على ملك اي كان.. ولأن النجم معقل خرج رجالات أشعوا في ميادين عديدة... لأنه كل ذلك فأمره يهم الجميع بعيدا عن الوصاية وأي ارتجاج داخله لابدّ ان يلفت الأنظار.. ولأجل ذلك لابدّ من التوقف عن تغطية عين الشمس بالغربال والتخلي عن أسلوب النعامة والاستعاضة عن ذلك بنظرة أكثر عمقا لأن المسألة لم تعد مختزلة في تنقيح فصول في القانون الأساسي ولكنها تجاوزت ذلك الى إشكالات أصبحت تهدد كيان الجمعية ومستقبلها.