أدلفت شهرزاد تروي بقية الحكاية للملك شهريار الذي كان متشوقا للتفاصيل. أما السلطان فإنه طلب بأن تطبخ الجارية الجديدة السمكات، فخاطب الوزير هذه الجارية في الأمر. فقالت له بأنها لا تحسن الطبخ وكل ما تجيده هو القلي. فوافقها الوزير على ذلك. أخذت الجارية السمك فنظفته ثم رمت به في الطاجين ولما استولى وجهه قلبته، وإذا بحائط المطبخ ينشق وتخرج منه صبية رشيقة القدّ، أسيلة الخد، كاملة الوصف، كحيلةالطرف، بوجه مليح وقدر رجيح، كانت ترتدي كوفية من خرز أزرق وفي أذنيها حلق وفي معاصمها أساور وفي أصابعها خواتم بالفصوص المثمن وفي يدها قضيب من الخيزران، فغرست هذا القضيب في الطاجين وقالت: يا سمك! يا سمك! هل أنت على العهد القديم مقيم؟ وأعادت القول 3 مرات. فقال السمك: نعم.. نعم.. نعم. ولما رأت الجارية ذلك أغمي عليها، ولما أفاقت وجدت السمك قد احترق فأعلمت الوزير بذلك، لكن الوزير لم يصدق الحكاية وأمر باحضار الصياد وطلب منه جلب 4 سمكات أخرى، ولبى الصياد الطلب في الحين، ومن جديد قامت الجارية بتنظيفها ورميها في الطاجين، وإذا بتلك الصبية تخرج ثانية وتكرّر نفس الكلام وترشق القضيب في الطاجين. ولم يفق الوزير من دهشته إلا وقد احترق السمك. ذهب الوزير إلى السلطان فقص عليه الحكاية، لكن السلطان قال: لا أصدق الأمر إلا إذا رأيت الأشياء بعيني ثم إنه أمر باحضار الصياد و4 سمكات أخرى. دخل السلطان والوزير الى المطبخ بعد جلب السمكات وتنظيفها ورمى الوزير بها في الطاجين فتجدّد السيناريو ودهش السلطان لما رأى. وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح فقال لها شهريار: وماذا فعل السلطان؟ فقالت له بعد أن أدركها الصباح: غدا يا مولاي نتم الحكاية.