رجحت المعارضة الليبية المسلحة أمس إصابة العقيد معمر القذافي بجروح بالغة ومغادرته البلاد، فيما أوفدت واشنطن ديبلوماسيين الى افريقيا لاقناع القادة الافارقة بالضغط على القذافي لترك السلطة. وقال ممثل المجلس الوطني الانتقالي لدى الجامعة العربية ومصر عبد المنعم الهوني إن ما يجري في طرابلس يكشف عن وجود أمر مريب في صفوف النظام. تساؤلات وترجيحات وأضاف أنه من المدهش أن يتذكر النظام الليبي وقوع قتلى على نحو يستوجب إعلان الحداد الوطني بينما لم يعلن الحداد عند مقتل نجل القذافي سيف العرب وعند مصرع أفراد من عائلة صهر العقيد الفريق الخويلدي الحميدي عضو مجلس القيادة التاريخي للثورة الليبية. ورأى أن هذا المشهد يعكس ارتباكا في صفوف النظام مردّه وجود شائعات ومعلومات منتشرة غير مؤكدة عن تعرّض القذافي للاصابة خلال احدى الغارات العنيفة التي شنتها مقاتلات الاطلسي على عدة مدن ليبية. وتابع ان هناك معلومات اخرى تشير الى هروب العقيد الى تشاد والنيجر حيث يشرف بنفسه على محاولات جلب المزيد من المرتزقة الافارقة في محاولة يائسة وفاشلة لاخماد الثورة الليبية على حد قوله. وتساءل الهوني «أين القذافي؟ لماذا لم يظهر علانية منذ 10 أيام؟ اختفاؤه يؤكد صحة هذه المعلومات.». ورجّح الهوني فرضية مقتل ابنه خميس الذي يتولى قيادة اللواء 32 والذي يُعتبر أبرز وحدات الجيش الليبي وأكثرها حرفية واحترافية وتسليحا. وأوضح ان خميس كان موجودا على ما يبدو في موقع متقدّم بين مدينتي «زليتن» و«الخمس» وقد تعرّض للقصف مع عشرات من الضباط رفيعي المستوى في الجيش الليبي. الا أن التلفزيون الليبي كذّب هذه الشائعة وعرض الليلة قبل الماضية لقطة يظهر فيها خميس وهو يؤدي زيارة الى جرحى ليبيين أصيبوا في غارة جويةشرق طرابلس. وسمع في اللقطة خميس وهو يتجاذب أطراف الحديث مع جرحى أصيبوا في ضربات «الأطلسي» لمزارع بالقرب من «زليتن». جولة تأليب في هذه الأثناء، بدأ مسؤولان امريكيان كبيران في الخارجية الامريكية جولة في افريقيا لتأليب القادة الافارقة على العقيد معمر القذافي. وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية إن جين كريتز السفير الأمريكي الذي غادر ليبيا ودونالد ياماموتو المسؤول الكبير في الخارجية الامريكية وصلا الى أديس أبابا حيث مقر الاتحاد الافريقي. وأضاف تونر: إن الهدف من هذه الجولة هو زيادة الضغط الدولي على القذافي. والتقى الديبلوماسيان رئيس الوزراء الاثيوبي ميمليس ايناوي ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ قبل مغادرة العاصمة الاثيوبية. كما عقدا لقاء مع محمود جبريل المسؤول الثاني في المجلس الانتقالي. ويعتبر الاتحاد الافريقي الهيكل الدولي الوحيد الذي لم يتخذ قرارات صارمة ضد العقيد القذافي ولم يطالبه بالتنحي عن السلطة أوبمغادرة البلاد. وتقدم الاتحاد الافريقي بمقترحات وساطة عديدة لتسوية النزاع المسلح في ليبيا. لوم وفي سياق متصل: وجه الزعيم الليبي معمر القذافي رسالة الى رؤساء دول وحكومات الدول الخمسة عشر الاعضاء في مجلس الأمن الدولي. ولام العقيد، الدول الاعضاء على مذبحة المدنيين على أيدي حلف «الأطلسي» في ليبيا والتي ذهب ضحيتها 85 مدنيا.