بعد اعتصام تجاوز أشهرا انتهى بزيارة السيد وزير السياحة وتم الإتفاق بحضور العديد من الأطراف على تمكينهم من منح شهرية تقدر ب200د. عاد مؤخراعدد من عمال السياحة بسوسة إلى الإعتصام من جديد احتجاجا على حرمانهم من هذه المنح وفي المقابل يؤكدون انتفاع آخرين غير منتمين للقطاع السياحي بهذه المنحة! تحوّل هذا الإعتصام الثاني من الرصيف إلى داخل مقر المندوبية الجهوية للسياحة والتي خلت من كل موظفيها وتحوّلت إلى مأوى لهؤلاء المعتصمين. «الشروق» انتقلت على عين المكان فلاحظنا نساء ورجالا داخل هذه البناية التي علق على واجهتها شعارات تقر بالإعتصام المفتوح وأخرى من طرف المجلس الجهوي لحماية الثورة والإتحاد الجهوي للشغل يعبران فيها عن تضامنهم معهم، واتخذ العديد زوايا للنوم منها أمام مكتب المدير الجهوي للسياحة. وقد عبر سيف الدين العويني المتكلم باسم المجموعة عن وجاهة مطالب زملائه المعتصمين البالغ عددهم قرابة المائة عامل والذين سجلوا أسمائهم ضمن المجموعة الأخرى التي يقدر عددها بستمائة عامل ولكن وقع حرمانهم من المنحة وأضاف العويني قائلا: «أغلب الذين انتفعوا بالمنحة هم من خارج قطاع السياحة وعندما طالبنا بحقنا وقع تجاهلنا من جديد وتهديدنا عن طريق جماعة تواجدوا معنا في الإعتصام الأول وإلى حد الآن نتلقى التهديدات التي وصلت حد العنف عن طريق مجموعات هناك من يحركها». وحول منعهم لموظفي المندوبية من العمل اعترف سيف الدين صحبة المجموعة المصاحبة له أن المنع شمل موظفي السياحة ولكن مسؤولي البيئة مسموح لهم بمباشرة مهامهم. الإفطار على الخبز حول تكيفهم مع الأوضاع في شهر رمضان صرح المعتصمون أنهم يتناولون افطارهم على الخبز لا غير وأشاروا بأن الوحيد الذي رأف لحالهم هو صاحب محل للحلويات وهو «باسكال» من اليهود المستقرين بسوسة حيث يجلب لهم ما يقدر لسد رمقهم بعد الصيام فيما عبرت لنا إحدى النسوة أنها تركت أطفالها لأمها لأنها لا تقدر على سد حاجياتهم وشاركت في الإعتصام منذ أيامه الأولى وأكد آخرون أنهم ملوا من التسويف والمماطلة ويريدون تطبيق الإتفاقية مثلهم مثل بقية زملائهم الآخرين. ممنوع الدخول في لقاء برئيس احدى المصالح بمقر المندوبية الجهوية للسياحة والتي تضم أيضا إدارة البيئة أكد لنا أن كل الموظفين ممنوعون من الدخول إلى الإدارة لمباشرة وظائفهم وهم في عطلة مفتوحة ويضيف قائلا: «كلما توجهت إلى مقر عملي إلا اعترضوني قائلين لي ارجع غدوة ممكن تحل مشاكلنا مع الولاية حيث انقلبت الآية حتى عندما أتوجه إلى مكتبي لأخذ بعض الأوراق يصطحبني أحدهم بعد ألحاح مني للدخول ويراقبني بدقة إلى أن أخرج الأمر يضحك ولكن مؤلم في نفس الوقت رغم احترامي لمطالبهم ومراعاتي لحالتهم الإجتماعية».